المصرى اليوم
بقلم أمل السامرائى
■ حين تستفزنى المزايدات أهرع إلى ملكوتى السابح فى فضاءات الانتماء.. يأخذنى الولاء العربى المنطلق من رحم (سامراء) إلى (مساءات غزة) الدامية.. روح مثقلة بالهم تلملم أحزان أرملة وثكلى.. تمسح دمعة كهل موجعة.. تضم جسد طفلة منتفضاً.. تضمد جرحاً.. تقبل جبين شهيد.. لتستعر نار الغضب والعتب فى الشرايين المتورمة حذراً.. والمحاطة بألف علامة استفهام تبحث عن محض جواب.
■ ماذا بعد هذه المجزرة؟ لا ضيع فى اللا جواب.. فأنخاب الدماء ستظل تدور فوق شفاه الحالمين بالهيمنة والإمبراطوريات.. الراقصين على إيقاع هزائمنا ونبضاتنا المرتعشة خوفا، وطقطقات أعناقنا المنخفضة ذلا.. فمازال جسد الأمة يئن من وطأة السرطانات متقدمة المراحل التى لا تستأصل إلا بمعجزة!!!
فمن سرطان أمريكى إلى سرطان إسرائيلى إلى سرطان أخطبوطى تنطلق أذرعه من إيران ممتدة إلى باقى الأعضاء فى الجسد الممدد على خشبة مهترئة من سوس النرجسية والأنا.. وغرفة عمليات تضج بفوضى الأطباء والممرضين ومشارطهم الموجهة لبعضهم البعض،
وغوغائية جدليات لا تنتهى، والجسد يستجدى أى مشرط يستأصل بعضًا من ورم كان لابد من استئصاله منذ نشأته لولا جهل الجراح والمشرط المطلىّ بالخيانة.............!
■ (مجزرة غزة) وتساؤلات تنفجرمع كل قذيفة ووريد نازف.
■ ترى هل ضاع كل شىء وأصبحنا نلعب فى الوقت الضائع، وهل ساقنا الجهل واللهو والخوف إلى طريق مزروع بالمسامير محاط (بكماشات) أمريكا وإسرائيل وإيران؟
■ وماذا بعد خدعة (تسيبى ليفنى) وارتكاب المجزرة بعد عودتها لتعيد للأذهان خدعة (بيجن) للسادات عام (١٩٨١)حين ضربت إسرائيل المفاعل النووى فى بغداد بعد عودته إلى إسرائيل بيومين؟ وهل زيارات ما قبل كل حدث جزء من مخطط إسرائيلى متعمد لزرع الخلافات بين الأشقاء وتأليب الرأى العام،
كما يحدث الآن ضد مصر (وهذا معروف لمن اطّلع على بروتوكولات صهيون)؟؟؟؟ ثمّ ما معنى هذه التظاهرات شديدة اللهجة أمام سفارات مصر قبل المجزرة وبعدها؟؟؟؟ وما هى الخطوات التى ستتخذها الحكومة المصرية تجاه عاصفة الغضب الجماهيرى المطالبة بوقف تصدير الغاز وفتح المعبر وإلغاء اتفاقية السلام والاستعداد للحرب؟
■ هل فتح المعبر من أجل إنقاذ النساء والمرضى والأطفال والشيوخ؟ وبقاء المقاومة فى خط المواجهة؟ ولو كان كذلك هل سيشجعنا كعرب وأصحاب حس قومى للانضمام للمقاومة الفعلية تحت شعار (هذا الميدان يا عربان؟)
وهل سينضم أصحاب الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة المستخدمة ضد الأبرياء (عفوا ضد الاحتلال فى كل مكان) إلى جبهة المقاومة، لتتوحد الطموحات بعيدا عن التركيبات السيكولوجية والأيديولوجية والتوجيهات الخارجية التى تستهدف إضعاف الأمة وتمزيقها؟
■ هل نأمن إسرائيل واستراتيجيتها المبنية على الخداع فيما لو نزح أهل غزة إلى سيناء من أن تستميت وتستخدم كل ما فى وسعها من تدمير وحشى لضم غزة وتحويلها إلى مستوطنة إسرائيلية، لتتكرر مأساة (٤٨-٦٧)؟
■ لماذا تخلو غزة من الملاجئ وصافرات الإنذار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح، خاصة وهى بلد مواجه فى حالة حرب؟
■ هل تستطيع حكوماتنا دخول حرب بجيوش فككها الاحتلال والطوائف والأحزاب والميليشيات والمعاهدات والاتفاقيات والميزانيات المهددة بالفقر والإفلاس أمام طوفان اقتصادى قادم؟
■ لماذا لم تلغ حفلات رأس السنة الساهرة على رنين الكؤوس والأجساد العارية، تضامنا مع الأشقاء ومراعاة لمشاعر الحزن والمصاب الجلل والتبرع بجزء من قيمة السهرة لغزة الثكلى؟
■ وأخيراً وليس آخراً.. فى ذمة من تلك الدماء والأرواح والجثث المتناثرة على تراب غزة؟
هل من جواب يروى عطش التساؤلات؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق