الأحد، ١٣ يوليو ٢٠٠٨

كلام آخر

العربى
وفاء

لن أكون مبالغة لو قلت إن اتفاق تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل يعد نموذجا لما يجب أن يكون من اتفاقات مع الكيان الصهيوني..
والأهم أن ذلك الاتفاق يعد إدانة لتخاذل الأنظمة العربية أمام الكيان الصهيوني، كما يعد درسا للنخب العربية لو استوعبت مغزاه بشكل حقيقي.. فالنخب العربية للأسف الشديد تفشل فى معظم الأحيان فى القيام بأى عمل وطنى جماعي.. يمكن أن تجنى ثماره..
ولنأخذ مثلا على ذلك الحملات الشعبية التى تقام لهدف وطنى محدد.. تبدأ ساخنة وقوية ثم ما تلبث أن تنتهى دون تحقيق الهدف، والسبب دائما أن النخب القائمة على تنظيم الحملات ينسون الهدف الأساسي، ويصبح هدفهم هو الظهور الإعلامي.. للفت الأنظار إليهم وليس للقضية.. حتى لو كان ذلك سيؤدى لإنهاء الحملة. والدليل على ذلك تلك الرسالة التى وصلتنى من السيد ممدوح عبدالله زهران عضو حملة (لا لنكسة الغاز) والتى كنت متفائلة بها لكن يبدو أن بوادر فشلها باتت وشيكة جاء فى الرسالة:
"منذ إطلاقنا الحملة الشعبية لوقف تصدير الغاز إلى إسرائيل (لا لنكسة الغاز) والتى شارك فيها حشد كبير من الوطنيين المخلصين المهمومين بقضايا الوطن.. تؤازرهم الجموع الشعبية متوحدين فى حب الوطن.. منادين بكل إخلاص إلى حماية ثروات مصرنا الحبيبة، لاحظنا أن هناك من يجهض تناسق وتناغم هذا الحشد الوطنى الكبير فى أداء الدور الذى اجتهدوا وناضلوا من أجله حفاظا على ثروات الوطن.. مما يعطل المسيرة الوطنية ويتسبب فى التشتيت ويقضى على التركيز.. فالحملة تهدف لوقف تصدير الغاز إلى إسرائيل ولأى دولة أخرى ومنع تصديره مستقبلا..
لكن محبى الأضواء والشهرة راحوا يخوضون فى أمور أخري.. فوجدنا من ينادى بتفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك، وآخر يندد بمعاهدة كامب ديفيد، وثالث يحتمى بدرع السباب والشتائم..
كل هذا يعمل على تشتيت جهود الحملة والهدف الذى ترمى إليه فتندثر ويتلاشى الأثر المرجو منها فتفقد الحملة بريقها فى جذب الحكومة وصانعى القرار للاستماع إليها ودراسة مطالبها للاحتفاظ بمخزون الغاز لأبناء مصر، والذى هو ليس بالكثير بدلا من بيعه بأقل من سعر تكلفته ونقله.. خاصة أن الدول الكبرى قررت أن تبحث عن بدائل الطاقة من الإنتاج الزراعى رغم أزمة الغذاء العالمية.
إن هدفنا هو توحيد الصفوف والخروج من ظلمة عشوائية وتضارب المصالح الشخصية.. ولنعلم جميعا أن قناة الإصلاح ليس لها سوى تردد واحد وأن جلبة النشاز لا يسمع معها إيقاعات الإصلاح الذى نبتغيه جميعا".
أتمنى من الجميع فى حملة (لا لنكسة الغاز) وفى كل حملاتنا الشعبية الأخرى مراجعة درس حزب الله.. وليدركوا أنه لن يضيع حق وراءه مطالب، بشرط أن يكون مطالبا عن حق، وأن يكون مطلبه حقا وليس مطالبا من أجل الدعاية الإعلامية والشهرة..

ليست هناك تعليقات: