الثلاثاء، ١٥ يوليو ٢٠٠٨

نظيف لطلاب الجامعات: إسرائيل تعتبرنا «ضحكنا عليها» في اتفاقية الغاز.. والحكومة وراء اختيار موقع «أجريوم»

المصرى اليوم

أبوالسعود محمد

«أكثر من ٢٠ سؤالاً» وجهها طلاب الجامعات للدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، خلال لقائه بهم أمس الأول بمعهد إعداد القادة في حلوان، كان أهمها سؤال قال فيه أحد الطلاب «ضع نفسك مكان عامل موسمي يتقاضي يومياً ١٥ جنيهاً في مواسم معينة، وقل لي كيف ستعيش بهذا المبلغ؟»، بينما سأله آخر عن تصدير الغاز لإسرائيل، وسألته طالبة عن أزمة الثانوية العامة.

نظيف أجاب بدوره قائلا: «إن العامل الذي يتقاضي هذا المبلغ عليه، أن يحسن من أدائه ويلتحق بمكان يعده ليعمل بناء، وبذلك سيحصل علي ٥٠ جنيهاً في اليوم وليس ١٥ جنيهاً، مؤكداً أن الدولة تعمل حاليا علي التأهيل والتدريب».

وعن تصدير الغاز لإسرائيل، قال رئيس مجلس الوزراء: «إن مصر تملك إرادتها فعلاً، رغم أن بعض الناس تقول إن أمريكا تضغط علينا والبنك الدولي يضغط علينا، إلا أننا لا نقبل أي ضغوط من أحد، وأنا عن نفسي لم أتعرض لها، لا أحد يقول لي اعمل هذا ولا تعمل هذا، فالوحيد الذي أقبل منه هذا الكلام هو رئيس الجمهورية فقط».

وأضاف أن موضوع تصدير الغاز لإسرائيل، يجب ألا ننسي أن هذا الموضوع فيه جانبين، هما أن إسرائيل كان معها سيناء كلها بالغاز والبترول كله، وأن الإسرائيليين يعتبرون أننا «ضحكنا عليهم» باتفاقية تصدير الغاز الطبيعي، أما الجانب الثاني فهو أنه عندما تمت الاتفاقية لم يكن للغاز وقتها ثمن، وكان يحرق علي بير البترول.

وأما عن التصدير للدول المجاورة، فطبعاً لن أصدر للسعودية ولا الكويت لأنها دولتان تمتلكانه بوفرة، وإنما أصدر للأردن وسوريا وإسرائيل، وسنعطي لبنان أيضاً، وهذا مكسب استراتيجي علي المدي الطويل، أما عن السعر فقد تم الاتفاق عليه وقت توقيع الاتفاقية،

وهو قابل للتفاوض كل حين، بأوقات تحدد من فترة لأخري، ونحن لا نبيع الغاز مباشرة لإسرائيل، ولكننا نبيعه للشركة التي عملت الخط معها بسعر، وهي تبيعه لإسرائيل بسعر آخر.

وأضاف نظيف: «نحن يجب ألا نخاف من أحد فمنطق الضعيف أنه لا يتعامل مع الند ونحن نتعامل مع الأنداد ولا نخاف، ومصر لن تتخلي عن قضاياها».

وقال: «لا توجد أزمة في الثانوية العامة، وإنما المشكلة في التنافس علي الكليات، وقد فتحنا جامعات وكليات جديدة للحد من هذا التنافس، وعملنا علي تغيير نظام الثانوية العامة من خلال مؤتمر عام لتطوير الثانوية العامة».

وحول أزمة مصنع البتروكيماويات في دمياط قال نظيف: «إن الحكومة هي التي أخبرت شركة (أجريوم) بأن هذا المكان مخصص لصناعات البتروكيماويات، ولكن هناك من قال لأهل دمياط إن المصنع سيلوث البيئة علي غير الحقيقة،

وهو ما أكدته لجنة تقصي الحقائق.. وعلي كل حال، فإن أهل دمياط لهم رغبة شعبية في نقل المصنع بصرف النظر عن الإجراءات السليمة التي تم بها المصنع»، مشيراً إلي أنه جار البحث عن مكان آخر للمصنع، لأن الدولة لديها ارتباطات مع الشركات، بالإضافة إلي سمعة مصر في الاستثمار.

وأكد نظيف أن مصر لديها «تحديات» اقتصادية وسياسية واجتماعية، مشيراً إلي أن الحكومة لابد أن تطور نفسها، وتكون قادرة علي التحول الذي بدأته.

وأشار إلي أن الحكومة «قادرة علي التحول»، ولكن التحول يعاني أعراضاً جانبية، أهمها أعراض الغلاء التي تؤثر علي النمو الاقتصادي، وهذا «يحدث في كل دول تتحول»، والتفسير البسيط له - حسب قوله - هو أن «قدراتي تزيد علي الشراء وعلي المنتجات والخدمات،

ولكن الذي يطمئننا هو أن الناس مازالت تشتري وهذا معناه أن الاستهلاك يزيد، فنحن ساعات نسمع نصف الحقيقة والناس تقول إن الأشياء سعرها يزيد لكن لا تقول إن الاستهلاك يزيد أيضاً، هل كل الناس تعاني الزيادة في نفس الوقت وبنفس الطريقة؟! طبعاً لا».

وقال رئيس الوزراء: «إذا كانت الدولة ستتحمل الدعم فستتحمل دعم المحتاج والفقير، وتترك الغني (يشيل نفسه)، وهذا هو مفهوم العدالة الاجتماعية، لكن كل الناس تريد الحصول علي الدعم دون فرق بين غني وفقير، فالدعم لابد أن يكون إيجابيا، مثل المثل الذي يقول لو «أنت أعطيت أحداً سمكة سيأكل مرة واحدة، لكن لو علمته الصيد سيأكل كل يوم»،

لذلك فإننا وضعنا برامج اجتماعية كثيرة، مثلا إن إحضار ماكينة خياطة لأسرة تجلب لها دخلا شهريا يجعلها تعيش، أفضل من أن أعطيها دخلا ماديا معينا.

وقال نظيف: «إن التحديات السياسية التي تواجهنا كبيرة أيضاً، فهناك حريات في البلد حريات واضحة تماما، ممكن تكون أكبر حريات في منطقة الشرق الأوسط كلها، فهناك حرية النقد والتعبير في الصحف والقنوات الفضائية، أما القول بأننا وصلنا لمرحلة الديمقراطية الكاملة فطبعا لا».

وأضاف: الديمقراطية ليس معناها الرأي والرأي الآخر فقط، الديمقراطية فيها حقوق ومسؤوليات، ونحن ننظر للحقوق أكثر من النظر للمسؤوليات، مثلاً الناس عايزة تنتخب وعايزة وعايزة، لكنها لا تفكر في مسؤولية الصوت الذي ينتخب به، لكنه نحو نتحول وأعتقد أن كل يوم أحسن من اليوم الماضي، فنحن عدلنا الدستور وعدلنا بعض التشريعات..

نريد حياة حزبية حقيقية فيها رأي ورأي آخر، فيها ناس عندها برامج انتخابية، لا تريد برنامجاً واحداً لحزب حاكم وحكومة وأمامه ناس تعارضه فقط، فليست هذه هي الديمقراطية.. الديمقراطية برنامج وبرنامج مقابل ورأي ورأي آخر، ونحن سنصل لهذا الكلام ولكن علي مراحل، فأعتي دول الديمقراطية تحولت علي مراحل».

وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة لا تشتغل بسياسة رد الفعل ولكن بالفعل ورد الفعل، ونحن لدينا برنامج ودولة مؤسسية فعلاً، بل إننا أحياناً نتهم بالديمقراطية، لأننا ننفذ سادس خطة خمسية وبرنامجا انتخابيا للرئيس،

كما أن لدينا خطة كبيرة بالمليارات، وهدفنا الرئيسي أن نحقق نسبة نمو اقتصادي فوق ٦% سنوياً، بما يعني زيادة حجم الاقتصاد أكثر من ٦% فعلياً بعد ما أزيل الغلاء،

ولكن لكي أصل للنسبة المأمولة مع الغلاء الموجود أريد ٣٠% يجب أن أريد ٢٠% تقريباً، لذلك فإن حجم اقتصاد مصر هذا العام يتعدي ١٠٠٠ مليار جنيه، بعد أن كان منذ ٥ سنوات ٤٥٠ مليار جنيه، يعني أكثر من الضعف في ٥ سنوات.

وقال نظيف إن الفوضي الخلاقة اختراع أمريكي، وفشل في العراق، وربنا يكفينا شرها، فنحن لا نتبع سياسة الصدمات، ولكننا نحسب كل شيء ونتحول بتحول تدريجي.

وعن إضراب المحلة الكبري قال نظيف: «من الملاحظ أن الإضرابات العمالية بما فيها إضراب المحلة، جاءت من شركات قطاع الأعمال العامة والشركات الخاسرة، والعامل بلا ذنب يريد مساواته بالعامل في القطاع الخاص».

وأضاف: لم نر شركة قطاع خاص عملت إضرابات، مشيرا إلي أن قوة العمل في مصر هي ٢٢ مليونا يعملون أو قادرون علي العمل، من بينهم حوالي ٤٠٠ ألف في القطاع العام، وقال: «مصر ليست هي هذه الشركات فقط».

وأضاف: «أنا شايف إن عمال المحلة كانوا علي قدر المسؤولية، وحافظوا علي مصنعهم وآلاتهم، وكانت لهم مطالب، وأنا رحت وسمعتهم.. فنحن لا نخاف من المواجهة».

ليست هناك تعليقات: