الثلاثاء، ١٦ يونيو ٢٠٠٩

حنان عمار تكتب: لا سلام .. ولا أمان

اليوم السابع

أثناء العدوان على غزة تظاهر مواطنون وطنيون شرفاء بوقف تصدير الغاز لإسرائيل، وآخرون رفعوا دعوى قضائية أمام مجلس الدولة، ولأن التواصل بين الحكومة والشعب مفقود تماماً، لم تشرح لنا بأنها تعلم جيداً ثمن الغاز بأقل من سعره بكثير، ولكن ممسكة من رقبتها باتفاقية السلام، وأنها مش قادرة تقول "آى".

نفس القصة مع الهرايدة والعوايسة، كان بينهم عداوة ثأرية منذ عشرين عاماً، وفى حملة لمديرية الأمن، بعقد معاهدات صلح وسلام بين العائلات العتيقة فى قضايا الثأر، وإلى أن جاء الدور على عائلتى الهرايدة والعوايسة، وأثناء الاحتفال مسك الميكروفون رجل طيب وأخذ يخطب الناس بصالح الأعمال وختم قائلاً "عشان يبقى عيش وملح وصلح دايم أنا بخطب بنت الهرايدة لابن العوايسة ويسمعنا الجميع الفاتحة والسلام عليكم ورحمة الله"، وبدأت المشكلة زى الغاز بتاع إسرائيل، العريس يقول كيف يا بوى أتزوج بالطريقة دى، وواحدة معرفهاش ولا عمرى شوفتها، يرد الأب متصغرناش قدام الناس ومعاهدة الصلح والسلام!!

وبنت الهرايدة تقول نفس الشىء: كيف أتزوج من واحد معرفهوش وكمان رافضنى قبل ما يشوفنى؟ يرد الأب يا بنتى مش عاوزين مشاكل.. وافقى وبعد أسبوع تعالى، ويبقى خرجنا من المطب ده، وتم الزواج من أجل الحفاظ على معاهدة الصلح والسلام بين العائلتين.

ولكن تلك المعاهدة لم تصفى القلوب من الكرهية المتأصلة وترسيخ الحب بعد عشرين عاماً من التناحر والقتال، ولم تدم طويلاً لأن دائماً فيه تشكك فى العائلة الأخرى بأنها تدبر لها ما يفسد مصالحها، حتى وإن كان الحادث قضاء وقدر، مثل حريق بسيط، وسرعان ما حدث قتال بينهم مرة أخرى وتركت المعاهدة زوجة تعيسة تعيش فى عائلة لا تحبها، لا هى ولا أهلها!! وأطفال اتخذوا من أخوالهم أعداء.

وكم من سلام خلف ورائه ضحايا، صدق المثل القائل "عدوا زمان ماله أمان".

ليست هناك تعليقات: