الثلاثاء، ٧ أبريل ٢٠٠٩

إضراب «علي قد الحال» في القاهرة والمحافظات

البديل


عشرات الآلاف من طلبة الجامعات ورموز القوي السياسية ونشطاء 6 إبريل والإداريين، والقيادات العمالية في عدة مظاهرات ووقفات احتجاجية في القاهرة و9 محافظات أبرزها كفر الشيخ.. وعدد قليل من المصابين في مواجهات مع الأمن، وانسحاب 100 من نواب مجلس الشعب، واعتقال عدد من الطلبة والنشطاء ومصورين في «المصري اليوم» و«رويترز».. تلك كانت أبرز ملامح يوم الغضب الشعبي أمس.
في القاهرة تظاهر المئات علي سلالم نقابة الصحفيين وأمام مجلس الدولة، بينما منعت أجهزة الأمن وقفة احتجاجية للنوبيين أمام ماسبيرو، ووقفة أخري لقيادات عمالية أمام اتحاد العمال، وشهدت جامعات القاهرة وحلوان وعين شمس إضراب عشرات الآلاف من الطلاب وسط حصار أمني مشدد أدي إلي وقوع مواجهات، أصيب خلالها عدد من الطلاب، واعتقل عدد آخر. فيما لم تشهد بقية مناطق الجمهورية فعاليات واضحة للمشاركة في الإضراب وازدحمت الشوارع كأن شيئاً لم يحدث.

-----------------------

المئات من رموز القوي السياسية والقيادات العمالية وشباب «6 أبريل» يتظاهرون
علي سلالم نقابة الصحفيين.. والأمن يمنع وقفة احتجاجية أمام مبني اتحاد العمال
المتظاهرون يهتفون: «قولوا لمبارك قولوا لسرور.. إمتي هتمشي وإمتي تغور».. و«العمال همّا الحل»
وقفة احتجاجية أمام مجلس الدولة أثناء نظر قضية وقف تصدير الغاز.. وأيمن نور يعلن مبادرة «إعلان القاهرة»
كتبت نوال علي- ابتسام تعلب- خليل أبوشادي- أحمد خضر- أميرة أحمد
شهدت القاهرة عدداً من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية في يوم الغضب، الشعبي أمس، وتظاهر المئات من رموز القوي السياسية والصحفيين ونشطاء 6 أبريل علي سلالم نقابة الصحفيين وأمام مجلس الدولة، فيما منعت الأجهزة الأمنية وقفة احتجاجية للنوبيين أمام ماسبيرو، وأجهضت وقفة أخري لقيادات عمالية أمام مبني اتحاد العمال في منطقة رمسيس.
وهتف المتظاهرون علي سلالم نقابة الصحفيين «قولوا لمبارك قولوا لسرور.. إمتي هتمشي وإمتي تغور».. و«الشعب اتهان الشعب اتذل.. العمال همّا الحل» و«حزب العمال طالع طالع.. م الغيطان وم المصانع». ونظم عدد كبير من النشطاء السياسيين وقفة احتجاجية، أمس، أمام مجلس الدولة، بالتزامن مع نظر قضية وقف تصدير الغاز لإسرائيل، وألقي أيمن نور علي النشطاء مبادرته السياسية التي أطلق عليها «إعلان القاهرة»، ودعا لانتخاب جمعية تأسيسية ثلثاها من أساتذة القانون الدستوري، تكون مهمتها وضع دستور جديد للبلاد، وفقاً للمعايير الدولية للحريات، وذلك خلال عام.
ودعا أيمن نور مؤسس حزب الغد المتظاهرين للمشاركة في إعلان القاهرة الذي يضم 10 بنود أهمها الدعوة إلي جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد وتقديم اقترحات بمشروعات قوانين لتحديد ملامح التعديلات الدستورية، والعودة إلي تعميم آلية الانتخابات في قطاعات متعددة كالعمد في القري والمحافظين والكليات لتحويل الإدارة المحلية إلي حكم محلي حقيقي، وإلغاء الطوارئ والتشريعات الاستثنائية وإعادة توصيف مفهوم واضح لدور مؤسسة الرئاسة، وتحرير ملكية وسائل الإعلام، وقال أيمن نور خلال الوقفة: إنه لن يرفع هذه المطالب لرئاسة الجمهورية كما أشيع ولا لأي أحد لكنه سيبدأ حملة جمع توقيعات تجوب محافظات مصر لأن مصر «تستحق أكثر مما هي فيه»، والبداية الحقيقية للإصلاح تتركز في تعديل الدستور داعياً القوي السياسية المختلفة إلي التضامن مع إعلان القاهرة لوضع دستور حقيقي للإصلاح.
وقال جورج إسحق، القيادي في حركة كفاية: إن إضراب هذا العام مختلف عن العام الماضي لأنه يطرح مطالب واضحة ومحددة والتعبير عن الغضب مصحوب بوعي سياسي، كاشفاً عن وجود اعتقالات لشباب ناشطين في محافظات الإسماعيلية والغربية وبورسعيد إلي جانب مئات الطلبة الذين اعتقلوا عشوائياً في جامعتي عين شمس والقاهرة.
وأكد إسحق أن إعلان القاهرة، الذي اقترحه أيمن نور، هو اتفاق علي رؤية واضحة تؤكد أن الحل هو انتخاب هيئة تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد باعتباره هو الحل، مضيفاً أن التغيير لن يأتي سريعاً، بل هو تراكمي وعلي سنوات طويلة تحتاج إلي إقناع المواطن المصري الغلبان «بالثورة للمطالبة بحقه» حسب تعبيره.
وعلق إسحق علي حضور شباب 6 أبريل متأخرين إلي الوقفة قائلاً: «همّ مش خايفين لكن حملة الاعتقالات الأمنية الموسعة لابد من مراعاتها وهذا ليس خوفاً من أحد.. بل وعياً أكثر بالأحداث»، وتساءل إسحق عن سر غياب جماعة الإخوان المسلمين رغم أنهم كتلة كبيرة من المجتمع المصري ولا وجه للمقارنة بين الموقفين قائلاً: «الإخوان طلعوا بيان وقالوا هيشاركوا وماشفناش لحد دلوقتي أي حد».
وقالت الدكتورة كريمة الحفناوي القيادية في كفاية: إن أمن الدولة حاصر الوقفة الاحتجاجية التي كان من المقرر عقدها أمام اتحاد العمال وأجبر المشاركين فيها علي التوجه إلي نقابة الصحفيين، وأضافت أن المطالب الأساسية للمتظاهرين لا تخص فئة بعينها.
وقالت الحفناوي: إن 6 أبريل لم يبدأ أمس لكنه منذ 27 ديسمبر الماضي، حين خرج الآلاف ليعبروا عن عروبة القضية الفلسطينية، ويطالبوا بفك الحصار عن غزة ومنذ ذلك التوقيت شهدت مصر حركات احتجاجية واسعة في جميع الأماكن بداية من الأطباء إلي الموظفين والإداريين والصيادلة.
وانتقد د.عبدالحليم قنديل دعوة أيمن نور إلي إعلان القاهرة بشدة، وأكد أنه لا معني لمطالبة النظام الحالي بأي إصلاح أو تجديد، وقال إن ذلك كان يصلح قبل عشر سنوات من الآن.
وأضاف قنديل، هذه المطالب طرحها النشطاء قبل 10 سنوات، ولم يلتفت إليها أحد ومن يطالب الرئيس مبارك بشيء الآن فعليه أن يعتزل السياسة.
وعلقت الإعلامية بثينة كامل علي الحصار الأمني الرهيب لمبني اتحاد العمال قائلة: «دي كانت وقفة احتجاجية للأمن أمام اتحاد العمال احتجاجاً علي يوم الغضب الشعبي»، وأضافت أن التواجد الأمني المبالغ فيه يؤكد أننا نعيش في «دولة بلطجة».
وتواجد عدد من الصحفيين للمشاركة في اليوم بمطالب صحفية أهمها إلغاء الحبس في قضايا النشر ورفع الحد الأدني لأجور الصحفيين وعودة الصحف المغلقة للصدور والإفراج عن سجناء الرأي وعدم المد للقيادات الصحفية في المؤسسات القومية أكثر من 65 سنة ورفض سيطرة لجنة السياسات علي الصحف القومية.
ونظم عدد من النشطاء السياسيين وقفة احتجاجية أمام مجلس الدولة، بالتزامن مع نظر قضية وقف تصدير الغاز لإسرائيل.
فيما احتل المئات من أفراد الأمن المركزي بالزي المدني أمس الرصيف المحيط بمبني اتحاد العمال في شارع الجلاء والرصيف المواجه له، ووضعت الشرطة الحواجز الحديدية بطول الرصيفين، وانتشر رجال المباحث وأمن الدولة حول المبني وفي شارع رمسيس الموازي له ومنعوا مرور أي ناشط من شباب 6 أبريل وحركة «كفاية» من أمام المبني أو الوقوف في أي من الشوارع القريبة منه.
ومنع رجال المباحث وأمن الدولة عدداً من شباب 6 أبريل وحركة كفاية من التظاهر أمام مبني اتحاد العمال وأجبروهم علي الذهاب إلي نقابة الصحفيين ولازمهم عدد من أفراد الأمن المركزي بالزي المدني وأمن الدولة حتي مبني النقابة.
وقالت وفاء المصري، من حزب الكرامة وحركة كفاية، إن الأمن منعهم من الوقوف أو المرور في شارع الجلاء وأنه كان من المقرر تنظيم مظاهرة أمام مبني الاتحاد يشارك فيها كل القوي السياسية التي أعلنت مشاركتها في يوم الغضب للتعبير عن رفضنا للفساد والعنف والإفقار، وقالت إن العمال لم يحضروا إلي اتحاد العمال للمشاركة في المظاهرة لعدم تحضيرهم ليوم الغضب منوهة بأنهم- أي العمال- هم قلب أي تغيير مجتمعي.
وعند محطة مترو أحمد عرابي انتشر عدد من رجال الأمن والمباحث للتفتيش في صناديق القمامة.
ونظمت رابطة «محامي 6 أبريل» وقفة احتجاجية بنقابة المحامين أمس، وهتف المحامون المشاركة ضد «الفساد والاستبداد وارتفاع الأسعار».
وردد المحتجون عدة هتافات منها: «أول مطلب للأحرار.. لا لزيادة الأسعار» و«كل الناس محبوسين علشان قالوا مضربين».
وقال طارق العوضي منسق الرابطة إن المحامين نظموا الوقفة الاحتجاجية عن رفض سياسات النظام الذي تسبب في إفقار الشعب المصري، داعياً إلي أن يكون العصيان المدني العام هو الخطوة القادمة.
وقال أحمد قناوي عضو الرابطة إن جيلاً جديداً من الشباب استطاع أن يهزم النخبة الحاكمة ووصف النظام الحاكم بالضعف بسبب انفصاله عن مصالح الشعب المصري.
كما نظم العشرات من أهالي النوبة وقفة احتجاجية أمام مبني ماسبيرو في اليوم نفسه للمطالبة بحق العودة إلي ضفاف بحيرة ناصر، وإعادة فتح ملفات التعويضات في قضايا التمييز ووضع تشريع يحرم السخرية من أهالي النوبة في الإعلام. وطالب النوبيون اعتبار وادي كركر بداية التوطين وليس نهايته، ورفع هذه المطالب في لافتات انتزعها الأمن وقام بتشتيتهم من أمام مبني ماسبيرو.
وقال تامر عبدالدايم شاعر نوبي ومشرف علي موقع «نوبي أنا: «منذ 48 عاماً نعاني من التهميش والفقر، ولم نأخذ التعويضات الكافية عن تضحياتنا التي قدمناها في عام 1964 وحتي الآن، وأضاف عبدالدايم سنظل نطالب بحقوقنا المشروعة حتي نأخذها جميعاً.
وطالب عبدالدايم بتدريس اللغة والثقافة النوبية في الكتب الدراسية سواء الجامعية أو المدارس مثلما يحدث خارج مصر

ليست هناك تعليقات: