الاثنين، ٦ أبريل ٢٠٠٩

الأحزاب.. شباب ثائر..وقيادات خائفة..ومواقف مائعة

البديل

«التجمع» رفض المشاركة لتعدد أهداف الإضراب.. و«الجبهة» لعدم وجود هدف .. و«الوفد» يقول: لم أُدعَ للمشاركة.. و«العربي» لا يتعاون مع الحركات «غير الشرعية»

كتب : فتحي الشيخ ـ أسماء الغنيمي

تتراوح أسباب عدم مشاركة الأحزاب المصرية في إضراب 6 أبريل، بين الطريف والطريف جدا، فالبعض يتحجج بأن الإضراب لم يطرح أي أهداف لتبنيها،بينما يري آخرون أن الإضراب طرح الكثير من المطالب بما يشي بالعشوائية والتخبط!
أعلن حزب واحد فقط منها سوف يشارك في إضراب 6 أبريل وهو حزب الغد ( غد أيمن نور ) ومعه حزبا الكرامة - تحت التأسيس - وحزب العمل المجمد، في حين أعلن حزب التجمع أنه يرفض فكرة الاحتجاج العام، وأنه سوف يصدر بياناً للتضامن مع قوي المعارضة، ثم صرح بعد ذلك أمين عام الحزب سيد عبد العال بأنهم لن يصدروا بيان تضامن، وأعلن حزب الوفد علي لسان رئيسه محمود أباظة أن الوفد ليس لديه موقف محدد سواء بالرفض أو بالموافقة.
هذه الحالة يصفها عمرو هاشم ربيع، خبير شئون الأحزاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بأنها حالة موات، وقال: كان يجب علي الأحزاب المصرية أن تعبر عن رأيها سواء إيجاباً أو سلباً بالنسبة لما سوف يحدث في 6 أبريل.
«الأهداف غير واضحة».. هذا سبب عدم مشاركة حزب الجبهة الديمقراطية كما أكدت مارجريت عازر الأمين العام للحزب، قائلة: نحن لن نشارك في إضراب 6 أبريل، لأن المطالب غير محددة ونحن كحزب نريد المحافظة علي مصداقيتنا في الشارع لدي الجماهير وبالتالي لن نقوم باعتراض لمجرد الاعتراض.
وتؤكد مارجريت: عندما كانت هناك أزمة ملموسة العام الماضي بسبب الغلاء الذي أصاب كل بيت كنت موجودة مع شباب الحزب في الوقفة الاحتجاجية في نقابة المحامين في 6 أبريل.
في حين يقول سيد عبدالعال، أمين عام حزب التجمع: وجود أهداف متعددة هو ما يجعل التجمع لن يشارك في الإضراب. مضيفا: الحزب لن يشارك نهائيا في الإضراب، نظرا لأن النهوض الذي يحدث الآن في الحركة الجماهيرية لا يحتمل الدعوة إلي إضراب عام، كما أن الإضراب العام يحتاج إلي تحديد هدف محدد، والمعروف أن الأهداف التي يدعو إليها إضراب 6 أبريل متعددة جدا ابتداءً من تعديل الحد الأدني للأجور حتي استبعاد رئيس الجمهورية من الحكم، كما أن الإضراب العام يجب أن يكون له قيادة معروفة تستطيع تقييم نتائجه وتكون مسئولة عن أسباب نجاح أو فشل الإضراب.
ويقول وحيد الأقصري، رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي: نحن كحزب لا نتعامل مع أي كيان غير شرعي حفاظاً علي كيان الحزب الشرعي ورغم وجود المناخ السيء وعدم وجود حرية وديمقراطية، نحن نهاجم الحكومة بعنف ولكننا لا نتعامل مع أي كيان غير شرعي. ولكن الأقصري كان له رأي مخالف بالنسبة لعدم المشاركة في المظاهرات والوقفات الاحتجاجية بواسطة الأحزاب وهو أن كل الأحزاب لم تمارس دورها، خشية التجميد.
عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد يبرر عدم مشاركة الحزب قائلاً: حزب الوفد لن يشارك في الإضراب، حيث إنه لم يدع من أي جهة للمشاركة في أحداث 6 أبريل، كما أنه لا يعرف الجهة صاحبة الدعوة والتي تقوم بتنظيم الإضراب أو حتي الهدف منه. وأشار إلي أن حزب الوفد حزب شرعي لديه مؤسساته التي من خلالها يستطيع التعبير عن سياسته والتفاوض مع الحكومة أهمها الجريدة واللجان العامة في المحافظات.
عمرو هاشم يري أن المبررات الهشة من أغلب الأحزاب لعدم التفاعل مع الأحداث ترجع إلي حال هذه الأحزاب التي تعاني ضغوطا خارجية متمثلة في علاقتها بالسلطة وتعامل السلطة معها بجانب طبيعة المجتمع إلي جانب العوامل الداخلية المتمثلة في الصراع علي السلطة داخل هذه الأحزاب والهيكل التنظيمي بها.
ويري هاشم أن الأحزاب التي أعلنت عن موقفها سواء بالسلب أو الإيجاب هي أفضل بأي حال من الأحزاب الاخري التي لم تتحرك.
وإذا كانت غالبية الأحزاب أعلنت أنها لن تشارك في الإضراب، تحت أسباب مختلفة فإن الأحزاب اختارت أن تتخذ موقف المتفرج ورأت أنه لا جدوي من الإضراب، كما أكد شيحة قائلاً إن الإضراب لن يحقق جديدا علي الساحة المصرية علي الإطلاق، كما أن هذا الإضراب ليس له خريطة أو خطة أو حتي هدف محدد والكثير من المواطنين لا يدركون أسباب هذا الإضراب.ولكن بالتأكيد هناك رأي آخر هو رأي الأحزاب التي قررت أن تشارك في الإضراب لأنها أحد أساليب الإصلاح حتي ولو بدون قيادة وبتنسيق ضعيف ومن هذه الأحزاب: حزب الكرامة والغد والعمل.
أمين إسكندر، القيادي بحزب الكرامة، تحت التأسيس يؤكد أن مشاركة أعضاء الحزب جاءت إيمانا منهم بأنه لا تغيير في مصر إلا إذا شارك معظم المواطنين في الدفاع عن مصالحهم وفي ملاحقة الاستبداد وأنه لا سبيل في ذلك إلا بإعلان العصيان المدني الذي يحتاج إلي تضافر كل قوي الشعب من أجل إنجاحه. وأضاف إسكندر أن حزب الكرامة سوف يصدر بياناً يعلن فيه تضامنه وتأييده للإضراب وسوف يقوم أعضاؤه بتعليق أعلام مصر فوق منازلهم ومكاتبهم.
وهو ما يعلق عليه عمرو هاشم ربيع قائلاً: إن الأحزاب التي تبدي تفاعلاًا أفضل بكثير من الأحزاب التي لا تتفاعل مع الحدث سواء كان هذا الحدث إيجابياً أو سلبياً.
أجندة حزب الغد من المشاركة في الإضراب مختلفة عن حزب الكرامة ويحددها إيهاب الخولي قائلا: سوف يشارك الغد في الإضراب من منطلق هدفين: الهدف الأول عام الغرض منه تحقيق الإصلاح السياسي والدستوري، وهدف خاص بتأييد الحكم الذي صدر بعدم تصدير الغاز لإسرائيل وسيكون هناك وقفات منظمة أمام مجلس الدولة من أجل هذا الأمر، أما باقي الوقفات فالأعضاء لهم الحرية في المشاركة مع أي مجموعة.
من الطريف أن بعض الأحزاب التي أعلنت أنها لن تشارك سوف يشارك شبابها في الاحتجاجات، كذلك بعض لجان هذه الأحزاب في بعض المحافظات وهو ما يؤكده سيد عبد العال قائلا: التجمع لن يمنع أعضاءه في المحافظات من المشاركة في أي إضراب مع أي فئة تعبر عن مصالحها، أما الإضراب العام فلا، وهو ما يعلق عليه عمرو هاشم قائلا: موضوع مشاركة بعض أعضاء الأحزاب برغم إعلان قيادات الأحزاب عدم المشاركة يدل علي عدم وجود تنظيم وأن الأمور تدار بطريقة فردية .
ويضيف هاشم أن سبب المشكلة في رأيه المشكلة الكبري في الأحزاب أنهم اتفقوا علي الاختلاف حتي عندما يتم التنسيق بشأن معين يتم الاختلاف بعد ذلك علي التفاصيل الصغيرة

ليست هناك تعليقات: