الاثنين، ٢ مارس ٢٠٠٩

خلال منتدى "مصر وثرواتها الطبيعية: مدى الحكمة فى إدارة موارد نادرة" ..

رشدى سعيد: التفكير فى تصدير الغاز إفساد للمستقبل

اليوم السابع

كتب سيد محفوظ

"قضيت جزءاً كبيراً من حياتى لمعرفة ما هى الثروات الطبيعية فى مصر" .. بهذه الكلمات بدأ العالم الجيولوجى المعروف الدكتور رشدى سعيد حديثه فى المنتدى الثامن عشر لشركاء التنمية الذى عقد مساء أمس الأحد بالقاهرة، تحت عنوان "مصر وثرواتها الطبيعية: مدى الحكمة فى إدارة موارد نادرة"، والتى حددها سعيد فى ثلاثة موارد مهمة هى الأرض والمياه والطاقة.

فى حديثه عن الأرض كأول الثروات الطبيعية التى تمتلكها مصر، قال سعيد "إن الأراضى المصرية واسعة جداً والجزء المسكون منها 98% كلها على شريط نهر النيل فى الوادى والدلتا و2% أراضٍ صحراوية"، مشيرا إلى أن عدم تعمير الصحراء والسكن فيها يرجع إلى أن تعميرها صعب جدا ولا عجب أن الأجيال السابقة ـ وحسب د.سعيد ـ لم تستخدم الصحراء لأن استغلالها صعب للغاية، حيث تحتاج إلى تخطيط شامل.

وقال سعيد إن الزراعة فى مصر يجب أن تكون تعاونية، مؤكداً أن المصريين فقدوا هذه الصفة منذ 25 عاماً فقط، وهى جزء من مآسى مصر، فالفلاح المصرى لا يستطيع أن يعيش عيشة طيبة من الزراعة، وكل الفلاحين يعيشون على دخول أولادهم العاملين فى الخارج، والتى تقدر بـ 8 مليارات جنيه يتم تحويلها كل عام.

كل محاولات مصر لتخفيف الازدحام عن الدلتا باءت بالفشل، وبدأنا بالزراعة بالمياه الجوفية فى الوادى الجديد، وهى تجربة كانت رائدة، وزادت المساحة الزراعية هناك من 10 آلاف فدان فى وقت الوحدة مع سوريا إلى 30 ألف فدان فقط الآن، وهو شىء اعتبره سعيد فشلاً كبيراً فى عدم قدرة مصر استصلاح أكثر من 20 ألف فدان فى 60 عاماً.

أما المشروع الثانى الذى تناوله سعيد هو طريق مصر ـ الإسكندرية الصحرواى، أما المشروع الثالث فهو مشروع مد مياه النيل إلى الصحراء عبر قنوات أو ترع.

تحدث الدكتور رشدى سعيد عن المصدر الآخر للثروات الطبيعية المصرية، محذراً من قدوم أزمة مياه بسبب تفتيت السودان، قائلاً إنه للأسف انفصال السودان عن جنوبه سيهدد مصر مائياً، لأن الجنوب فى حال انفصاله سيبيع المياه لإسرائيل لأن علاقاته بها جيدة جدا".

وأعرب سعيد عن تخوفه من دخول أطراف أخرى خارجية فى محادثات مصر عن المياه، لافتاً إلى دخول البنك الدول كطرف فى المحادثات، وهو شىء يحدث ولأول مرة فى تاريخ محادثات المياه.

وقال الدكتور رشدى عن المياه إنه من المؤسف أن تستخدم مصر المياه فى غير موضعها، لافتا إلى ملاعب الجولف والبحيرات الصناعية التى يمتلكها الكبار فى مصر.

"الطاقة" وهى الثروة الطبيعية الثالثة التى تمتلكها مصر قال عنها سعيد إنها عصب الحضارة والتقدم، ومصر من أكثر الدول فى العالم حظاً فى امتلاك مصادر الطاقة، وهى واحدة من بين 10 دول فى العالم التى تمتلك ما يكفيها من مصادر الطاقة، فالحضارة تنشأ أينما تكون الطاقة.

وأكد أن تفكير مصر فى تصدير الطاقة هو إفساد للمستقبل ولا يجوز لأى دولة تصدير الطاقة، وأى دولة تقوم بذلك فهى دولة لا تمتلك فكراً رشيداً، وعبر الدكتور رشدى عن أسفه من مشاركة الأجانب فى استخراج الطاقة، مشيراً إلى ضرورة امتلاك مصر كل مصادر الطاقة، وأن تصبح تحت تصرف الجهات المختصة، كما أشار إلى ضرورة إنشاء مناطق صناعية حول مراكز إنتاج الطاقة.

ليست هناك تعليقات: