القدس العربى
القاهرة - 'القدس العربي'- من حسنين كروم:
كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة امس الاثنين عن زيارة الرئيس مبارك الى فرنسا ثم لايطاليا وتركيا لبحث تأكيد المبادرة المصرية بشأن غزة وكثرة التوقعات عن قرب اتفاق حماس واسرائيل على التهدئة وتبادل الأسرى. وافتتاح رئيس الوزراء الدكتور احمد نظيف اسبوع شباب الجامعات الذي تنظمه جامعة المنصورة وتأكيده على متانة الاقتصاد المصري، ومواصلة الشرطة التشدد في تطبيق قانون المرور الجديد وكان كاريكاتير زميلنا بـ'الاخبار' والرسام الموهوب مصطفى حسين امس عن مريض في عيادة نفسية يبكي بحرقة ويقول للطبيب: وبيجي لي كابوس ليلاتي والعياذ بالله آل ايه انا اشتريت عربية وباسوقها في شوارع القاهرة.
ونفي وزير التربية والتعليم الدكتور يسري الجمل ما اشيع عن الغاء الوزارة السنة السادسة الابتدائية واستمرار تلقي البلاغات ضد نبيل البوشي واعلان وزارة الصحة انه تم صرف مبلغ ستين مليون جنيه حتى الآن على علاج الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات والاسعاف المصري، واستماع محكمة الجنايات بالقاهرة لشهادات ضباط المباحث في قضية مقتل الطالبتين نادين وهبه. والى قليل جدا من كثير جدا لدينا:
اتهام القضاة بتنفيذ
امر سياسي بتصدير الغاز لاسرائيل
والى المعارك والردود ونبدأ مع زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير 'صوت الامة'عبد الحليم قنديل الذي قال عن المحكمة الادارية العليا بمجلس الدولة:'قرارات المحكمة الادارية العليا في قضيتي الغاز والحرس الجامعي في حكم العدم، فالمستشارون - واولهم المستشار 'الصغير'- يعملون منتدبين في وظائف ادارية ويتقاضون رواتب شهرية فلكية، وهو ما يحتمل ان يجرح نقاء الضمائر، ويزيد في الحديث عن سيادة الدولة وكأنها السيادة الالهية فلا راد عليها ولا معقب قضائي (!).
قرارات المحكمة الادارية العليا - دائرة فحص الطعون - اوقفت تنفيذ حكم وقف تصدير الغاز لاسرائيل، وحكم طرد الحرس الجامعي، وهي من احكام المستشار الجليل د. محمد احمد عطية رئيس محاكم القضاء الاداري، وهو مدينة العلم القضائي وبابها، هو الاوفر علما، والاعظم دراية بصحيح القانون، واحكامه هي عنوان الحقيقة، ومناط اعتبار الناس وهي وان كانت اوقفت في التنفيذ وقتيا بحكم مشكوك في حقه فانها لا تزال قائمة ولم يجر الغاؤها، والى ان تصدر تقارير المفوضين وتنظر في دائرة اخرى غير دائرة المستشار'الصغير'.
ونظن ان القضاء المصري في محنة حقيقية، فالسلطة التنفيذية تتغول وهي تريد ان تحول سلطة القضاء الى مرفق وتريد ان تنزل بمكانته الى وضع مرفق الشرطة وباستخدام هراوة التفتيش القضائي التابع لوزارة العدل في احتواء وتطويع القضاء العادي، وباستخدام اغراء الانتداب الوظيفي - لمناصب ادارية - لتفكيك حصانة القضاء الاداري ثم ان تدريب القضاة - الصغار بالذات - يبدو ناقصا او معدوم الاثر، فالاغلب الساحق من احكام القضاة تلغيه محكمة النقض بينما تكون العقوبات قد نفذت والبيوت خربت وقد بادرنا بالطعن امام محكمة النقض على احكام محكمة مستأنف جنح العجوزة في قضية رؤساء التحرير الاربعة والتي قضت بغرامة العشرين الف جنيه وفي دعوى يصح ان يرفض نظرها- من الاصل- لانعدام صفة المدعين، وفي الموضوع بدت حيثيات المحكمة مثيرة للأسى العقلي، فقد قالت المحكمة - مثلا - انني نشرت خبرا كاذبا حين كنت رئيسا لتحرير جريدة 'الكرامة' ولمجرد انني قلت - في رأي لا خبر- ان جمال مبارك اصبح 'الرئيس' الفعلي لمصر، مع ان خريجي المدارس الابتدائية يعرفون ان تعبير 'الرئيس الفعلي'رأي وليس خبرا ولا اسم وظيفة، فما بالك بقضاة اكملوا تعليمهم الجامعي وينزلون بأحكامهم على رقاب الناس، ولله في خلقه شؤون'.
غضب متصاعد ضد بيع القضاة ضمائرهم
وبات واضحا ان قنديل اتفق مع صديقنا المحامي عصام الاسلامبولي على استئناف الهجوم فور انتهائه هو منه والا فكيف نفسر كتابة عصام مقالا قال فيه: 'اذا ملك القاضي الاداري الشجاعة والنزاهة والاستقلال انحاز بطبيعة الحال لمناصرة الحرية والعدالة والتقدم والقانون في معناه ومفهومه الصحيح ومن هنا تخرج احكام مجلس الدولة لا سيما في مجال الحقوق والحريات لتضيء للشعب طريقه وتنير له الأمل، هكذا خرجت جملة احكام محكمة القضاء الاداري برئاسة القاضي العظيم قاضي الحريات وقاضي الشعب المستشار الدكتور محمد احمد عطية مرتفعا فوق الضعف البشري للقاضي ازاء محاولات الاحتواء والاغواء متخذا من رجال عظام سبقوه في هذا الدرب وهذا المضمار مثلا وقدوة له كمحمد مرسي والسنهوري ومحمد عفت وطارق البشري ومحمد امين المهدي. وفرح الشعب فرحا عظيما بهذا القضاء الشامخ الذي ابى ان ينحني لكن سرعان ما ساورتنا الشكوك في ان هذه الاحكام ستلغى امام المحكمة الادارية العليا فقد كانت تصريحات الذين صدرت ضدهم هذه الاحكام وبعض المسؤولين يراهنون على ذلك، وقد كان لهم ما ارادوا فلم يشق عليهم ان يجدوا عباءة لهذه الانتكاسة مستخدمين اسوأ ما عرفه الفكر القانوني في تاريخه من نظرية يقال عنها اعمال السيادة وهي وكما وصفها معظم فقهاء القانون العام انها وصمة عار في جبينه بل هي في حقيقة الامر نظرية لقيطة ولدت سفاحا، او نتاج مساومة جرت بين مجلس الدولة والملكية في فرنسا بعد عودتها عقب هزيمة ورحيل نابليون اما بقاؤه مع تنازله عن بعض اختصاصاته او الغاؤه، وهنا جاء ما سمي بأعمال السياسة واعمال السيادة او ما سميت بعد ذلك باعمال الحكم والادارة ونسوا وتناسوا ان المادة 68 من الدستور الدائم المصري قد منعت تحصين اي قرار او عمل من رقابة القضاء وهكذا بات عرفا سائدا ان محكمة القضاء الاداري- في معظم احكامها - اكثر انحيازا للحريات والحقوق والعدالة والتقدم واكثر قدرة على الابداع والابتكار ومواجهة الظلم والاستبداد بتفسيرها للقوانين - التي هي حمالة اوجه - وهو ما يفرق بين قاض واخر فيفسرها لصالح الناس واخر يفسرها لصالح السلطان، وهذا الاخير هو ما انتهجته المحكمة الادارية العليا في اغلب احكامها لكن ما يبقى بعد كل هذا ان مأساة الامة بحق هي انها عندما يتعرض قضاؤها لمحنة تتراوح ما بين الاحتواء تارة والاغواء تارة اخرى بكل السبل والطرق اخصها الندب وقضاء المصالح واعطاء الهبات، ولا شك انها محنة المحن ولا شك ان القضاء الشامخ هو الذي سيبقى وسيدخل ذاكرة التاريخ والقضاء الآخر سيدخل دائرة النسيان وستبقى مجرد مرحلة مظلمة ومضت فان اسوأ ما تتعرض له امة ان يهدر استقلال قضائها او يتسرب الشك في احكامه'.
'روزاليوسف' تتهم
عبدالناصر ببيع الغاز لاسرائيل
لكن يبدو - وربكم الاعلم- ان قنديل وعصام نسيا او تناسيا ما ذكرهما به زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس ادارة مؤسسة 'روزاليوسف' كرم جبر بقوله في مجلة 'روزاليوسف':'هزيمة حزيران (يونيو) هي السبب في تصدير الغاز لاسرائيل وقد تعنت مناحيم بيغن رئيس الوزراء الاسرائيلي كثيرا وكاد ان يفشل اتفاقية السلام، اذا لم توافق على تصدير البترول لاسرائيل.. وكان السادات بين نارين، اما ان يوافق ويبطل مؤامرة بيغن او ان يرفض ويطيح بالامل الاخير لتوقيع المعاهدة.
الفقرة الاخيرة من الملحق الثالث من معاهدة السلام المصرية ـ الاسرائيلية.. وقبل توقيع السادات وبيغن تنص على ان يكون لاسرائيل الحق الكامل في التقدم لشراء البترول المصري والذي لا تحتاجه مصر لاستهلاكها المحلي، وان تنظر مصر والشركات التي لها حق استثمار بترولها في العطاءات المقدمة من اسرائيل على نفس الأسس والشروط المطبقة على مقدمي العطاءات الاخرين لهذا البترول).
اذن 'ايه اللي رماك على المر' ولماذا وافقت مصر ايام السادات على تصدير البترول لاسرائيل؟
مارست مصر ضغوطا كبيرة على اسرائيل وامتنعت عن تصدير قطرة بترول واحدة لها منذ عام 2000 واستبدلت البترول بالغاز الطبيعي لذا لم يكن منطقيا اللعب على مشاعر الجماهير وتصعيد الحملة ضد تصدير الغاز لاسرائيل لأن مصر تنفذ تعهداتها في اتفاقية السلام ولو امتنعت مصر عن تصدير الغاز لاسرائيل بعد ان اوقفت تصدير البترول لاتهمتها اسرائيل بخرق المعاهدة.
هذا هو السر وراء تصعيد الحملة ضد تصدير الغاز المصري لاسرائيل وهو تعريض معاهدة السلام للخطر، ودفع العلاقات المصرية - الاسرائيلية في اتجاه التصعيد والتوريط كجزء من سيناريو جرجرة مصر الى مواجهة جديدة باستخدام كل انواع الضغط والابتزاز والاستفزاز.
الاتفاق اذن - ليس فيه خائن ولا عميل يقبل التفريط في ثروة بلاده لاسرائيل بلا ثمن، وليس فيه من يحب اسرائيل اكثر من بلده ولكنها المزايدات والمتاجرة بالوطنية وغموض ولبس وعدم توضيح الحقائق.
اما مسألة الاسعار التراب التي تبيع بها مصر الغاز لاسرائيل فهذا ايضا من قبيل التشويه السياسي لان السعر الذي تشتري به اسرائيل حاليا سعر تجريبي سيتم تعديله وفقا للاسعار العالمية عند الاتفاق النهائي، اقول ذلك بمناسبة حملات الغمز واللمز التي يتعرض لها الحكم الاخير الذي قرر وقف تنفيذ الحكم الاول بمنع تصدير الغاز المصري لاسرائيل فقد صدر الحكم باجماع رئيس المحكمة واعضائها الخمسة وهي على قمة هرم القضاء الاداري العريق في مصر، ولم تخرج المحكمة عن نصوص القانون وروحه واذا حكم القاضي بالشعارات والمظاهرات فقل على الدنيا السلام.
حكم المحكمة الادارية العليا لم يفعل شيئا سوى انه ثبت بعض المبادئ القانونية والدستورية التي لا ينبغي الانقلاب عليها واهمها الفصل بين السلطات وعدم تدخل القضاء في الاعمال السيادية الحكومية التي استقر القضاء الدستوري والاداري على استبعاد رقابتها واخراجها من اختصاصه الولائي وهو المعمول به حرفيا في النظام القضائي الفرنسي ويتم تطبيقه هناك دون دخول في دوامات الجدل والتشكيك'.
'اكتوبر' تشيد
بقرار المحكمة تصدير الغاز
وهكذا اكتشفنا ان خالد الذكر هو السبب في بيع الغاز لاسرائيل بسعر مدعوم لصالح محدودي الدخل الاسرائيليين واما اسم الدلع له فهو السعر التجريبي. ثم نجرب الانتقال لمجلة 'اكتوبر' لنقرأ فيها بعض ما هو آت لزميلنا رمضان ابو اسماعيل:'هكذا نجحت الحكومة في الرد على معارضيها بالقانون علهم يحترمونه، خاصة ان هذا ما يطالبون به دوما، وان كانت المؤشرات تذهب الى العكس، فما ان نطق القاضي بالحكم في هذه القضايا الا وتسابق المعارضون للهجوم على الحكم ووصفوه بانه مخيب للآمال، وانه جاء صادما لهم غير محقق لأحلامهم، وكأنهم كانوا يبحثون عن قانون خاص بهم وقاض ينزل الحكم منزل رغباتهم وكأنهم لا يدركون ان القانون قاعدة مجردة جامدة وكأنهم ايضا فقدوا القدرة على الحوار الراقي الذي لا يخالف القانون، الذي يجرم التعليق على أحكام القضاء.
وكعادتها، سارعت حركات المعارضة الكارتونية باصدار بيانات تعلق على هذه الاحكام لتمعن في مخالفة القانون وتتباهى بقدرتها على الاستقواء بالخارج ضد القرار الوطني، خروجا على الرباط القومي وضربا لكل مفاهيم الوحدة الوطنية فهذه حركة كفاية التي تتباهى في بيانها الصادر مؤخرا انها تسعى الآن لتدويل قضية تصدير الغاز، ليتم نظرها امام المحاكم الدولية، هذا التهديد غير المسؤول هو ذاته الصادر عن حركة 9 مارس على لسان زعيمها الروحي الدكتور محمد ابو الغار'.
'صوت الامة' تنصح حماس بالتواضع
والى استمرار توالي نتائج المذبحة الاسرائيلية ضد اشقائنا في غزة واول المشاركين فيها كاتب 'صوت الامة' الساخر والموهوب والذي لا حدود لخفة ظله - مثلي بالضبط - محمد الرفاعي الذي هاجم على اكثر من محور وشخصية قائلا: 'على طريقة خالد الذكر الحاج الصحاف، الذي كان يخرج علينا كل يوم - ولا خرجة المحمل- مرتديا زيه العسكري ولا الشاويش عطيه ويعلن بعنجهية المفتري ان الاشاوس والمغاوير يطاردون فلول العلوج الامريكان وكأنهم يلعبون استغماية، وان الرئيس صدام حسين قد انعم على الرجل الاحول الذي اسقط طائرة امريكية ببندقية رش بصرة من الدنانير مع ان الراجل ده اعمى من صغره، ثم يهدد العلوج الامريكان بانه سوف يعلقهم على اسوار بغداد كالفراخ المذبوحة لو قلوا عقلهم وفكروا يدخلوها وطبعا دخل العلوج الامريكان بغداد وما حولها وفلسع الحاج الصحاف، لحد ما عكمه المارينز من قفاه فأخذ يغني سماح التوبة.. التوبة.
على نفس الطريقة.. خرج الحاج خالد مشعل واعلن من مقره في دمشق ان العلوج الاسرائيليين لن يدخلوا غزة الا في اسياخ حديد مثل الكباب والكفتة وان صواريخ القسام اللي مليانة بمب مستورد وحبش وأطاليا جامد جدا سوف تجعلهم مثل المعيز المشوية ولن تنهزم ارادة المقاومة، حتى لو خربوا غزة - طبعا ماهو مش خسران حاجة ـ ودخل العلوج الاسرائيليون غزة وجابوا عاليها واطيها واحترق مئات الاطفال والنساء بالقنابل الفسفورية، نط الموت والجوع والخراب من بيت لبيت بينما الحاج مشعل ما زال يناضل بالدعاء على القوم الكافرين من مخبئه المحصن في دمشق وعلى نفس الطريقة ايضا، خرج اصحاب الجلالة والفخامة والسمو وهم ينشدون قصائد البطولة ويصرخون.. يحرم علينا الزاد والزواد والنوم، طول ما العلوج الاسرائيليون في غزة زي البوم ولا اراكم الله مكروها في عزيز لديكم ثم اكلوا وناموا بينما العدو ما زال في غرف النوم وبعد انتهاء المجزرة.. خرجت كل الاطراف تعلن انتصارها الساحق الماحق قبل حتى ان تواري جثث العيال والنساء حفنة من التراب، وقف الجميع فوق اطلال غزة كالغربان واعلنوا انتصارهم الوهمي ولا طرف واحد اختشى على دمه واعلن بينه وبين نفسه على الاقل انه اكتفى بالتمثيل المشرف على طريقة الكابتن الجوهري، ولا واحد حط في عينه حصوة ملح واعترف بان قفاه ورم من كتر البهدلة وحاطط عليه ثلج عشان الورم يفش على اعتبار ان كل الاقفية العربية وارمة لوحدها خلقة ربنا كده، والحقيقة المسخرة ان كل الاطراف انتصرت فعلا العلوج الاسرائيليون دخلوا غزة وطربقوها على دماغ الجميع وقفلوا المعابر والانفاق والمناضلون بتوع حماس كسبوا اعتراف العالم بهم وذلك تمهيدا لاعلان غزة دولة حمساوية مستقلة ذات سيادة ورفع علم حماس فوقها وشعاره صاروخ وجمجمة، واصحاب الجلالة والفخامة والسمو انتصروا على المظاهرات المعادية التي خرجت في بلادهم الآمنة المستقرة تطالب بالثأر مع ان الثأر ده في الصعيد الجواني فقط والعيال والنسوان اللي ماتوا ارتاحوا من قرف حماس وفتح والعرب والدنيا كلها.. الوحيد الذي انهزم.. هو مرسي الزناتي'.
'المساء' تتهم قطر بالعمالة لايران
هذا ما كتبه خفيف الظل الذي يزداد ظله خفه وجمالا في التعبيرات التي تذكرني بمولدي ونشأتي وطفولتي وشبابي في حواري حي بولاق ابو العلا، اما زميله رئيس تحرير 'المساء' خالد امام فترك الصحاف ومشعل واختار قطر من بينهم ليهددها قائلا يوم الاحد: 'لم يعد في الامكان السكوت على تجاوزات قطر بعد ان خلعت برقع الحياء ومارست علانية اقدم مهنة في التاريخ. واذا كنا نتحدث منذ العدوان الاسرائيلي البربري على غزة (...) فان قطر لها السبق والريادة في ان تكون الدولة الاولى في العالم التي تجعل من نفسها عميلا لقوى اقليمية ولو على حساب وطن كبير وتاريخ وقضية شعب عانى الامرين على مدى 60 عاما واكثر، كل الخطوات التي اتخذتها وتتخذها قطر تؤكد انها ليست لوجه الله او لصالح الشعوب العربية او الشعب الفلسطيني ولكنها تنفيذ لأجندة خارجية آتية من الضفة الشرقية للخليج العربي وعليها علامة الجودة الايرانية'.
قصيدة اعجاب باردوغان
ولا يزال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يثير حماسة البعض رغم ان الاهتمام بما فعله في دافوس بدأ يقل ففي 'البديل' يوم السبت خصص الشاعر طاهر البريتالي قصيدته اليومية له، ومما قال فيها:
'شوفوا العجب من رجب
واللا انتوا صناع العجب
ياللي هربتوا م الميدان
طب حسوا. كشوا.. اختفوا
اتعلموا واختشوا وغوروا
واللا العلام عندكم مرفوض
وكل شيء مرفوض
تعظيم سلام لاردوغان
اللي كشف عورات وفات
وراح لاحضان امته
وهو موصوف بالثبات'.
اما اهم تحية لرجب فقد تلقاها يوم السبت ايضا ولكن من الجميلة الرقيقة سناء السعيد التي قالت عنه في 'الوفد': 'كم كنت رائعا يا أردوغان وما كان لي أن أفوّت الفرصة لكي أنقل لك إعجاب الجميع بك وبخلقك النادر وبحماسك الرائع في نصرة الحق، فعلت ما لم يستطع أي زعيم عربي فعله، ظهرت كشعلة وضاءة من النور ما لبثت أن توجتك وسلطت الضوء عليك كبطل قومي لا يشق له غبار، رجل والرجال قليل في زمننا هذا الذي عزّ فيه الرجال، بهدوء الواثق وإرادة الصادق الأمين تحدثت فسددت بغضبتك طعنة نجلاء لصدر الصهاينة ظهرت معالمها علي وجه ' بيريز ' الذي اعتراه الذهول، صُدم لوقع المفاجأة، لم يتخيل أن تبادر بفضحه علي الملأ . عالمنا العربي لم ير رئيسا كأردوغان يقف بهذه النزاهه والمثالية منتقدا لاسرائيل ومدينا لجرائم القتل والابادة التي مارستها في غزة لقد جعل تركيا تسابق الدول العربية في الدفاع عن الفلسطينيين'.
'المصري اليوم': عمرو موسى
خشي من القيادة المصرية
اما استاذ الجامعة الدكتور محمود خليل فقد اختار يوم الاحد في مقاله بـ 'المصري اليوم' تفسير موقف عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية اثناء انسحاب اردوغان فقال عنه: 'جاء موقف السيد عمرو موسى الذي وصفه البعض بالعجز وقلة الحيلة تعبيراً عن حالة الشعب العاجز وقليل الحيلة.
ويكفي أن نشير في هذا السياق إلى موقف سابق للسيد عمرو موسى عندما سُئِل عما يتردد في الشارع المصري، وكذلك على ألسنة النخب المثقفة، من أنه ينوي ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2011، لقد راوغ الرجل في الإجابة وقال إن هذا الأمر سابق لأوانه، وبالتالي فهو يرفض الحديث عنه.
وقد عبر موسى في إجابتـه عن حالة مصرية عامة - تميز الشعب كما تميز القيادات- وهي حالة الخوف من الإجابة الصريحة، فماذا لو قال الرجل إنه ينوي بالفعل الترشح للانتخابات، وإنه يريد أن يكون رئيساً لمصر؟ إنه الخوف من عواقب الإجابة، وهو نفسه الخوف الذي يدعو أي مصري طامح إلى رئاسة أي موقع أو مؤسسة إلى أن يكرر باستمرار أمام الرئيس الحالي أنه لا يفكر مطلقاً في أن يكون خليفة له، رغم أنه يحلم بذلك ليل نهار!
السيد عمرو موسى كان مصرياً صميماً في أدائه أمام شيمون بيريز، ورجب طيب أردوغان كان تركياً صميماً في الموقف نفسه. فكلاهما كان إفرازاً لطبيعة الشعب الذي أنتجه. ومن المؤكد أن تفكير المصريين في استيراد خواجة تركي أو إيراني أو أمريكاني لكي يقود مسيرتهم يعبر في الأساس عن حالة من حالات اليأس من الذات تترجم إلى إحساس باليأس من القيادات!'.
تشبيه قول وزير المالية ب
البرلمان بالجالس في المقهى
وإلى حكومة ما أشبه، وما يسبقها معروف، لكن ما لم يكن معروفا عن احد أهم وزرائها، علمنا به من زميلنا وصديقنا والكاتب الساخر الكبير بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي، وهو: 'من المؤكد أن وزير المالية لم يكن في كامل الانتباه عندما قال ما قال تحت قبة البرلمان، ومن الواضح أنه كان يتصور انه يجلس على القهوة، أو في قعدة يجوز أن يقال فيها ما لا يجوز داخل البرلمان.
فما بالك وحضرة الوزير يتحدث لأعضاء لجنة الخطة والموازنة، يعني يتحدث لخبراء الفلوس والاستثمار ورسم سياسة البلد الاقتصادية؟!
قال الوزير، لا فض فوه - أمام لجنة الخطة والموازنة - انه يتوقع أن تستمر الأزمة العالمية عامين ونصف العام إذا كان حظنا 'مهبب' وحظ الدول الصناعية الكبرى 'أنيل' من 'حظنا ولا أعرف ما قاله أيضا لأن أعضاء اللجنة غادروا الاجتماع ووجوههم حمراء خجلا من كلام الوزير الذي يدل على استخفافه بالحكاية كلها، وتكشف ألفاظه عن استهانته بمن يتحدث إليهم، هو يشعر أنهم أقل ممن يجوز احترامهم ومن الواضح أنه لطول بقائه في موقعه الوزاري، من الواضح أنه زهق فعلا، ففقد القدرة والرغبة على التجويد واختيار الألفاظ التي تليق بالبرلمان!! الخيبة أن الوزير يكرر كلامه السمج في كل مناسبة'.
ازمة بمجلس الشعب بسبب احمد عز
وإلى مشكلة أخرى نشرتها بتوسع أمس الصحف الحزبية والمستقلة عن المشادة العنيفة في اللجنة التشريعية بمجلس الشعب بين وزير العدل المستشار ممدوح مرعي، وأحمد عز رجل الأعمال وأمين التنظيم بالحزب الوطني الحاكم - ورئيس لجنة الخطة والموازنة بالمجلس، وأعطت الوفد وصفا لما حدث في تحقيق زميلنا محمود غلاب جاء فيه: 'حاول أحمد عز تعديل مشروع قانون الرسوم القضائية على طريقته الخاصة متجاهلا آراء الأعضاء ووزير العدل أسوة بفرض تعديل قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية الضارة على المجلس، في الدورة البرلمانية الماضية طلب عز تعديل المادة التاسعة من مشروع قانون الرسوم الفضائية بعد أن أقرتها اللجنة بموافقة وزير العدل.
قال عز، احنا ما اتفقناش على كده، واقترح وضع حد اقصى للرسوم المفروضة على الدعاوى الى المادة الأولى من المشروع والتي تبنى تعديلها الدكتور مصطفى السعيد رئيس اللجنة الاقتصادية، وبحيث لا يجاوز الحد الأقصى لها خمسين ألف جنيه، وقسم الدكتور السعيد الرسوم الى شرائح محددة، اعترض وزير العدل على عز والسعيد، وقال ان هذه التعديلات تهدد مشروع القانون وتتعارض مع الحكم الذي أصدرته المحكمة الدستورية العليا والذي أيدت فيه الوضع الحالي للرسوم سواء بالزيادة أو الخفض، واعترض السعيد قائلا: مجلس الشعب من حقه تعديل القوانين والأوضاع المستقرة لا تسلبه الحق في التعديل، وانفعل عز على كلام وزير العدل وانسحب من الاجتماع وقال للوزير قبل مغادرته القاعة: احنا مع تعديل المادة الأولى، وحانغيرها يعني حانغيرها، وانفعل وزير العدل وقال: الكلام عن تعديل المادة التاسعة أرفضه تماما ولن أوافق على تقديم مشروع قانون من أجل مصالح خاصة، ولا يمكن أن أمرر قانونا من أجل وضع معين واقتراح السعيد يهدم قانون الرسوم القضائية، وأنا كقاض محترف أرفض هذه التعديلات، والعدالة تقتضي الالتزام بحكم المحكمة الدستورية العليا. وأدى انسحاب عز وتهديده بتمرير التعديلات التي يريدها الى سورة غضب داخل اللجنة حيث هدد نواب المعارضة والمستقلون بالانسحاب من الاجتماع، واتهموا عز بإهدار كرامة مجلس الشعب بسبب محاولاته فرض آرائه بالقوة، وطالبوا بإحالته الى لجنة القيم، وقال النائب سعد عبود، يطلع مين أحمد عز ده؟ وكيف يتفوه بهذه الآراء المتسلطة في وجود الوزير المختص بعرض مشروع القانون؟ أين كرامة المجلس؟ ووقف مصطفى بكري وأخذ يضرب بيديه فوق المكتب قائلا: أحمد عز يهين مجلس الشعب ومفروض أن يحال الى لجنة القيم، ونحن نرفض تحويل مجلس الشعب الى مجلس رجال اعمال، ونرفض أن يستخدمنا احمد عز كوسيلة لصياغة أفكاره، هو يريد قانونا يفصله على مقاس أعماله. وتساءل الدكتور عبدالأحد جمال الدين زعيم الأغلبية قائلا: ما هذه الثورة؟ ورد عليه سعد عبود، ان لم تكن تعرف فهذه مصيبة كبرى، فقال عبدالأحد، من حق كل نائب يتكلم ويقترح، ورد عليه كمال أحمد، ليس من حق أحد أن يعطينا أوامر، وتدخل علاء عبدالمنعم قائلا: أحمد عز له حجم معين لا يجب أن يتعداه ويقول للحكومة احنا مقتنعين بالتعديل، وحنغير، وتساءل، من هو أحمد عز ولو كان هايمشي اللجنة على مزاجه فنحن نعلن انسحابنا ونمشي، وبلاش قرف لأن احمد عز داس على الدستور والقانون. وحاولت الدكتورة آمال عثمان السيطرة على الاجتماع وأوضحت للنواب الذين أشاروا الى ان أحمد عز ليس عضوا في اللجنة التشريعية ان مشروع القانون أحيل الى اللجنة التشريعية ومكتب لجنة الخطة والموازنة ومن حق لجنة عز تقديم تعديلات عليه، ورد النواب: ولكن ليس من حق عز فرض آرائه وسطوته بالقوة.
وقال بكري مرة أخرى: أن تدخلات عز في مشروعات القوانين بهذه الصورة تؤكد أنه يعمل من أجل خدمة مصالحه الخاصة فقط كما مرر تعديلات خطيرة على قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية الضارة في الدورة البرلمانية الماضية لخدمة شركاته واستمرار احتكاره للحديد، ولو كان قد تم اعفاء المبلغ من العقوبة في الممارسات الاحتكارية لكان عز أصبح متهما رسميا بالاحتكار، ونحن نرفض أن يعاملنا عز بهذا التدني لأن أمامنا حكم المحكمة الدستورية العليا وإذا كان عز يريد تمرير مشروع قانون رغما عن الشعب فليعلن ذلك صراحة وهو حر، ولكن نرفض أن يقوم بتلبيسنا العمة'.
وقالت الوفد: 'تمت الموافقة على التعديلات كما وردت من مجلس الشورى ورفض اقتراحات عز والسعيد، وقال النواب ووزير العدل، نحن نحتكم الى القاعة، ويتوقع قيام عز بحشد نواب الحزب الوطني للوقوف الى جانب تعديلاته، وما أشبه الليلة بالبارحة'.
جدل بين الصحف الرسمية
والخاصة حول مواقف مبارك
واخيرا الى رئيسنا الذي ولا شك تقومون الآن مثلي بالضبط بترديد الادعية التي ادعوها له خاصة وان زميلنا وصديقنا اسماعيل منتصر رئيس تحرير مجلة 'اكتوبر' قال عن خطابه في عيد الشرطة: 'في خطابه الشامل والمهم والذي القاه في مناسبة الاحتفال بعيد الشرطة طرح الرئيس مبارك تساؤلات عديدة لم يكن في حاجة للاجابة عنها لكي نعرف الحقيقة! في بعض الاحيان يكون مجرد طرح السؤال كافيا لكي نعرف ونفهم وفي هذه الحالة يكون السؤال كالمصباح المنير الذي يضيء لنا الطريق ويكشف لنا المستور، والحقيقة ان تساؤلات الرئيس كانت من هذا النوع المضيء الكاشف! لماذا رفضت فصائل المقاومة الفلسطينية محاولاتنا لتمديد التهدئة؟!
لماذا لم تستمع - فصائل المقاومة الفلسطينية ـ لتحذيرنا من ان مواقفها تمثل دعوة مفتوحة لاسرائيل الى العدوان؟! هل كانت مصر هي المستهدفة منذ البداية؟! ما هو 'البديل' لسحب مبادرة السلام العربية؟ هل هو الحرب الى اخر جندي مصري؟!
الحقيقة ايضا ان تساؤلات الرئيس التي كانت بمثابة المصباح المنير للذين يهمهم معرفة الحقيقة.. كانت نارا على الذين حاولوا تضليلنا وخداعنا ومغالطة الحقيقة فكما كشفت هذه التساؤلات الحقيقة كشفت حقيقتهم فحرقتهم!
ولا اريد ان ابدو مبالغا لكن قلوبنا اكتوت ومشاعرنا احترقت واصابنا اليأس وشعرنا بالعجز واتهمنا انفسنا بالتقصير والسلبية ونحن نتابع العدوان الاسرائيلي المتوحش على ابناء غزة ومن حقنا بعد ذلك كله ان نكتشف الحقيقة ونكشف من حاولوا تزييف هذه الحقيقة!'.
ومثلما اسعدنا اسماعيل اسعدتنا اميرة خواسك التي كانت تستمع لخطاب بارك الله لنا فيه وقالت عن تأثرها به في مقالها بـ'صوت الامة': 'كلمة الرئيس مبارك لم تكن تقليدية وغير متوقعة بالنسبة لي ولكل من تابعها ولا اعتقد ان هنالك من يختلف على عباراته القصيرة المحددة والتي تميزت بقوة القائد وحكمة سياسي محنك شكلته سنوات من الخبرة العسكرية للحفاظ على امن بلد تعلق في عنقه.. ورؤية للشؤون الخارجية تحكمها قوة زعيم ذي مقدرة على ادارة الازمات بما يحمي مصالح مصر رافضا اي رقابة دولية على الاراضي المصرية.. اكد على عدم السماح بابتزاز مصر او توريطها تحت اي ضغوط ومع التعاطف الشديد للشعب الفلسطيني الا ان مسؤوية الانتفاضة عن المجازر كاملة وان الاتفاق الاسرائيلي الامريكي لتهريب السلاح لا يلزم مصر في شيء، ومع كل عبارة تحدث بها الرئيس كنت اردد بعدها: هو ده الكلام.. واصدقه لما اكده عن صلابة معدن ونضج المجتمع المصري التف الجميع حول حديث الرئيس الذي يبقى دائما على ثقافة السلام وينشرها بالرغم من قوة الجيش المصري ورجاله خير جنود الارض'.
وهكذا يكون الكلام والا فلا كلام صريح للرئيس مقنع ومفهوم ولا اعرف لماذا عجز عن فهمه مثلنا زميلنا وصديقنا بـ'العربي' محمد حماد الذي قال: 'لو حاسبنا أي مقاومة بالطريقة التي يحاسب بها الرئيس مبارك حركة حماس لما قامت مقاومة واحدة في التاريخ، ولبقي كل احتلال قائماً حتى اليوم، ولم يكن للرئيس أن يكون في موقعه الحالي بقصر العروبة، فلولا مقاومة المصريين للاحتلال لبقي الإنكليز، وبقيت الملكية، ولكان أحمد بن فاروق هو الحاكم الذي ينتظر اليوم انتقال السلطة إلى وريثه، ولم يكن لجمال مبارك أن يحلم يوما بعرش مصر بعد أبيه.
حساب المكسب والخسارة قد يصلح في المقاولة، ولكنه لا شك لا يصلح في المقاومة، ذلك أن دفتر المقاولات ليس فيه غير هذين البندين، المكسب والخسارة، ولكن سجل المقاومات طويل، المتباكون على دماء الفلسطينيين الناعقون على نصر المقاومة في غزة لا يعبرون في الحقيقة عن موقف أخلاقي، يصور الواحد منهم نفسه في موقع الذي يغار على نساء غزة ويتوجع لآلام أطفالها، ويتحسر على شهدائها، وهم في الحقيقة ينطلقون من موقف العداء للمقاومة، ودعوتهم إلى حساب الخسائر والمكاسب هي في الحقيقة دعوة للاستسلام'.
لا. لا هذا كلام غير مقبول بالاضافة الى هجمات اخرى رفضت الاشارة اليها وفرضت الرقابة عليها ولا اعرف ان كنت سأتراجع عن قراري غدا ام لا وفي الاغلب الاعم ان شاء الله. لا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق