السبت، ١٠ يناير ٢٠٠٩

سرور يتهم المعارضة بالخيانة لتبرير تواطؤ النظام في محرقة غزة .. ويرفض الاعتداد بحكم تصدير الغاز رغم أنه يعلم أنه واجب النفاذ رغم الطعن عليه ..

الكتاتني: إحالة 86 نائبًا للقيم لن يوقفنا عن دعم غزة

جبهة انقاذ مصر

طالب نواب الإخوان والمستقلين والمعارضة د. أحمد فتحي سرور (رئيس مجلس الشعب) بالاعتذار الرسمي عن إهانته ووصفه المعارضة بأنها غير وطنية، وإحالة نائب الوطني حسن نشأت القصاص إلى لجنة القيم لاتهامه للمعارضة بأنها تعمل لصالح أعداء مصر.

وأكَّد د. حمدي حسن (أمين الإعلام للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) في المؤتمر الصحفي الموسع الذي عُقد اليوم "السبت 10 يناير" أمام البوابة الرئيسية لمجلس الشعب، إن اليوم حدثت مشادة اتهم خلالها سرور المعارضة المصرية بأنها غير وطنية، ثم كرر النائب حسن نشأت القصاص هذا الاتهام للمعارضة بقوله إن المعارضة تعمل لصالح أعداء مصر، وقام نواب المعارضة بالاحتجاج ووقفت الجلسة نصف ساعة وهتفنا خلالها تسقط تسقط إسرائيل، ويسقط معها كل عميل.

وأضاف حسن أنَّ المعارضة تستخدم كل الأدوات البرلمانية المتاحة لكشف الفساد وتوضيح المواقف الحقيقية للحكومة المصرية، كما أنَّها تعتمد في استجواباتها على مستندات رسمية وأحكام قضائية مثل حكم القضاء الإداري بوقف تصدير الغاز لإسرائيل، كما اعتمدت المعارضة على تصريحات الرئيس مبارك بأن سلطة الاحتلال شرعية، وأنه لم يفتح معبر رفح إلا في ظروف استثنائية.
وأضاف حسن أنَّ المعارضة والإخوان انسحبت من الجلسة اعتراضًا على اتهامات سرور والقصاص، ونحن اليوم لسنا في مجال الدفاع عن المعارضة؛ لأن مواقفها مشرفة ومعروفة، لكننا نأمل في اتخاذ القرار المناسب بفتح المعابر، فالمعبر منذ عامين لم يدخل منه حبة أرز أو سكر أو دقيق أو أي مواد غذائية.

وأكَّد د.محمد سعد الكتاتني (رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين) أنَّ هدفنا اليوم هو توجيه سؤال للحكومة عما قدمناه من أدوات برلمانية متعددة، ولم ترد عليها الحكومة، وكذلك لم تقم بدورها لأنها حكومة ضعيفة ودورها تراجع، فلماذا هذا الضعف؟ ولماذا هذا الانفصال عن الشعب؟.
وأضاف الكتاتني: "اليوم وزير الصحة استعرض بيانًا صادمًا للنواب ومليء بالمغالطات والأخطاء، ويستخف بالنواب والشعب، حينما أكد الوزير أن المعبر مفتوح طوال الأسبوعين، وهذا على غير الحقيقة التي سجلتها عدسات وسائل الإعلام".
وانتقد الكتاتني اتهامات سرور ونائب الوطني للمعارضة، وقال: "لو فتح باب الاتهامات، لاتهمنا البعض بالعمالة، ولكن نحن لا نريد أن ندخل في طائلة تبادل الاتهامات، وهمنا الأول إعادة القضية لأصلها، وهل تمثل الحكومة المصرية على الشعب المصري؟ أم لا؟ وهل لها رؤية أم لا؟ ولكن الحكومة تكذب على الشعب.
ومضى الكتاتني قائلاً: "إذا قالوا لنا إنه قد تم إحالة 86 نائبًا للجنة القيم لن نتنازل عن كشف الفساد، ولن نتنازل عن القضية الفلسطينية، ومستمرون في دعم المقاومة والشعب الفلسطيني بجميع طوائفه، ولن يهددونا بالإحالة للجنة القيم فنحن جميعا فداء لفلسطين".
وتابع الكتاتني في حديثه مؤكدًا أنَّ الحكومة اختبأت وراء وزارة الصحة؛ لأنَّ هناك إنجاز نسبي لوزارة الصحة، ولكن، أين دور الخارجية التي ترهل معها ملف الخارجية؟
وتساءل: أين دور وزارة الدفاع؟ فلقد اخترقت طائرات الصهاينة المجال الجوي المصري بشهادة شهود العيان، ولم يتحرك أحد، أين رئيس الوزراء للتعبير عن ما اتخذه الشعب المصري من مواقف تجاه القضية الفلسطينية؟
وعن حزب الوفد تحدث النائب محمد مصطفى شردي مؤكدًا رفضه اتهام المعارضة بمثل هذه الاتهامات، ورفض المزايدة على الأمن القومي المصري، ولا يجب أن يقف أحد أعضاء الحزب الوطني الذين لم نسمع أصواتهم، ويتهم المعارضة بالعمالة، فهذا أمر مرفوض، وقال "باسم حزب الوفد أرفض هذا الاتهام".
وعن حزب الكرامة تحدث سعد عبود، مؤكدًا أنَّنا أصبحنا في حاجة إلى تعريف كلمة العميل، فمن هو العميل، وقال إن من يقف بجوار تسيبي ليفني ويقول من القاهرة سيتم تفكيك البنية الأساسية لغزة خلال أيام عميل.
وقال إنَّ شافيز وضع الحذاء في أفواه الحكام العرب عندما سحب السفير من تل أبيب وطرد سفير إسرائيل من بلده.
ورفض د جمال زهران (ممثل المستقلين) ما بدر من رئيس المجلس وعضو الحزب الوطني، وأكَّد ضرورة مراجعة هذا الموقف.
وقدم نواب الإخوان والمعارضة مذكرة موقع عليها من 80 نائبًا لسرور سجل فيها الموقعون استنكارهم ورفضهم الشديد لما جاء على لسان سرور كرئيس لمجلس الشعب واتهامه للمعارضة بأنها غير وطنية، وتسيء إلى سمعة مصر، مما فتح الباب أمام عضو المجلس حسن نشأت القصاص؛ ليردد ذلك الاتهام ويتهم المعارضة بأنها أعداء مصر، وطالبوا باعتذار رسمي عليه من رئيس المجلس عما بدر منه وإحالة نشأت القصاص إلى لجنة القيم لاتخاذ ما يلزم تجاه ما بدر منه
وشهدت جلسة مجلس الشعب المنعقدة اليوم "السبت 10/1/2009م" مشادات وتراشقات بالألفاظ تضمنت إهانات بالغة لنواب المعارضة والإخوان من منصة مجلس الشعب ومقاعد نواب الوطني، اضطر على أثرها نواب الإخوان والمعارضة للانسحاب من الجلسة.
بدأت الأزمة بسبب اتهامات وجهها الدكتور فتحي سرور (رئيس مجلس الشعب) إلى نواب المعارضة بأنها تسيء للقيادة المصرية في القنوات الفضائية، في محاولة منه لتجميل الموقف المصري الذي يراه العالم كله متخاذلاً تجاه مجزرة غزة، وهو الأمر الذي لم يقبله نواب الإخوان المسلمين، وازدادت الأزمة سخونةً عندما تحدَّث النائب الوطني نشأت القصاص، وقال إنَّ المعارضة في مصر أصبحت تعمل لصالح أعداء مصر"، في إشارة لإيران وسوريا، وهو ما أثار نواب كتلة الإخوان، واستمر القصاص في التشكيك في نوايا زملائه من كتلة الإخوان، وهو ما دفع النائب أشرف بدر الدين إلى رفع حذائه في إشارة إلى أن العدو الصهيوني لا يستحق إلا الضرب بالحذاء.
وتدخل سرور وسط صياح نواب الوطني واندفاع بعضهم للشجار مع زملائهم من الجهة اليسرى التي يجلس بها نواب المعارضة، قال الدكتور سرور: "إيه اللي بيحصل داخل المجلس ده إزاي تشيل الجزمة وترفعها في وجه زميلك"، واستطرد قائلاً: "مش كفاية إنك شتمت مصر في قناة خليجية؟" وتساءل: هل يجوز لنائبٍ أن يتحدث في قناة خليجية ويهين بلاده؟ وهل يجوز للنائب- في إشارةٍ للاستجواب المقدم من النائب الدكتور حمدي حسن (أمين الإعلام بالكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين)- أن يقدم استجوابًا وينشره في قناة خليجية دون أن يُعرض على البرلمان ويصف الدبلوماسية المصرية بمشاركتها وتأييدها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟ ووصف سرور ما يحدث بـ"المهزلة التي لا ترقى إلى الأخلاق البرلمانية".
وذهب النائب الدكتور محمد البلتاجي (أمين العلاقات بالكتلة) إلى الدكتور سرور رافضًا هذا الكلام، ووسط هياج نواب الوطني أحال رئيس مجلس الشعب النائب أشرف بدر الدين إلى لجنة القيم وسط تهليل نواب الوطني، وهو الأمر الذي دفع الدكتور حمدي حسن إلى الوقوف على المقعد الذي كان يجلس عليه صائحًا: "فلتسقط إسرائيل"، وصاح فيه سرور: "هذا المكان ليس للهتافات عيب كده يا أستاذ حمدي".
وازدادت الأمور تعقدًا بعد أن أصرَّ النائبُ أشرف بدر الدين على انتقاد النائب حسن نشأت القصاص نائب شمال سيناء، قال بدر الدين: "مالكش غير الجزمة عندي"، وهو ما دفع القصاص إلى سبه قائلاً: "أنا هربيك".
وبعد ذلك نظَّم نواب المعارضة والإخوان وقفه أمام البوابة الرئيسية للمجلس داخل الحرم، وظلوا يرددون الهتافات المناصرة لغزة والمناهضة لإسرائيل وعملائها.
ثم بعد ذلك عقدوا جلسةً تشاورية بالبهو الفرعوني تقرر خلالها التقدم بمذكرة إلى د. سرور بها مطلبان أساسيان: الأول الاعتذار الرسمي من الدكتور سرور للمعارضة والإخوان عما بَدر من إهانة للمعارضة، والثاني إحالة حسن نشأت القصاص إلى لجنة القيم.
وأكَّد حسين إبراهيم (نائب رئيس الكتلة والمتحدث الرسمي باسمها) أنَّه لن يطلب من المجلس التراجع عن قراره بإحالة البلتاجي وأشرف بدر الدين إلى لجة القيم؛ لأنَّ نواب الإخوان لا يخشون الإحالة للقيم، ولكنه سيطالب بمحاسبة القصاص على ما صدر منه.
وأكَّد د جمال زهران (مستقل) أنَّ د. سرور وصف نواب المعارضة بالخونة، ونحن لن نتراجع عن مطالبنا إلا باعتذاره عن هذا الخطأ.
وأكد الدكتور أحمد أبو بركة (عضو الكتلة) أن خطأ القصاص يستوجب محاسبته سياسيًّا وجنائيًّا، وقال إنه سيتقدَّم ببلاغٍ للنائب العام.
وأكَّد الشيخ بهاء الدين عطية (عضو الكتلة) أنَّ ما حدث غير معقول، وما هو إلا تبرير لسقطات النظام ومساندة لمواقفه غير الوطنية.
وقرر نواب الإخوان عقد مؤتمر صحفيٍّ أمام المجلس للإعلان عن موقفهم رسميًّا.

ورغم أن د. فتحي سرور وهو استاذ قانون يعلم أن أحكام محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة واجبة النفاذ حتى إذا طعنت الحكومة عليها حتى يصدر حكم المحكمة الإدارية العليا إلا أنه كما هو دائما يعمل محامي للشيطان ومحلل لكل سقطات النظام وتزويره وتفلته من أي قانون أو دستور.

فقد رفض الدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، خلال جلسة مجلس الشعب اليوم السبت، الاعتداد بالحكم الصادر الأسبوع الماضى الذى رفضت فيه محكمة القضاء الإدارى 30 استشكالاً من عدد من المحامين ضد الحكم، الذى أصدرته فى 18 نوفمبر الماضى بمنع تصدير الغاز الطبيعى المصرى إلى إسرائيل.

كان النائب حسين إبراهيم نائب رئيس كتلة الإخوان بالبرلمان قد تقدم بطلب إلى رئيس المجلس بناء على اللائحة الداخلية، أكد فيه أنه سبق وتقدم باقتراح مشروع قانون العام الماضى يقضى بمنع تصدير الغاز الطبيعى لإسرائيل، وأشار إلى أنه مع بداية الدورة الجديدة 2008-2009 تقدم بنفس الطلب، لافتاً إلى أن تأجيل مناقشة هذا الاقتراح سيؤدى إلى مزيد من الاحتقان السياسى داخل الشارع المصرى فى ظل المجازر الوحشية التى ترتكبها إسرائيل ضد أهالى غزة.

وقال إن الغاز المصرى والوقود أصبح شريكاً فى هذه الجريمة ويستخدم كوقود لقتل الأطفال وهناك حكم قضائى يمنع تصدير الغاز الطبيعى لإسرائيل، ووجه النائب حسين إبراهيم لوماً شديداً للحكومة وقال "عيب قوى إن تقوم الحكومة بألاعيب غير مقبولة بالاستشكال أمام محكمة غير مختصة لمنع تنفيذ الحكم". وطالب بالإسراع فى مناقشة مشروع القانون، فيما أكد سرور، أن الحكومة طعنت أمام المحكمة الإدارية العليا على القرار.

ليست هناك تعليقات: