الخميس، ٢٢ يناير ٢٠٠٩

عبود والعمدة وحسين وصالح: المنصة غير محايدة والأغلبية فى مأزق وتحترف افتعال الأزمات


فتحى سرور ... ديكتاتور فوق المنصة

كتبت نور على


◄الجوجرى وعامر: اتهام القيادة السياسية بالتواطؤ أمر غير مقبول وهناك مؤامرة على مصر تساعد على إنجاحها المعارضة

ماذا يقول نواب المعارضة على اتهامات الأغلبية لها بالعمل ضد مصلحة مصر؟وكيف ترى الدكتور فتحى سرور فى التعامل معها؟ وهل ترى الأغلبية هذه الاتهامات مجرد انفعالات عابرة تأتى أثناء المناقشات وفقط أم أنها تعبير عن قناعات أصيلة لديها؟

محمد العمدة، النائب عن الحزب الدستورى الحر، يقول إن أكبر الخلافات بين المعارضة والأغلبية تظهر فى القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية، حيث ترى المعارضة أن الحزب الحاكم أصبح يشبه مسرح العرائس الذى تحركه أمريكا، وهناك استسلام كامل لكل المشروعات الأمريكية فى الوطن العربى، وهناك تصرفات من الحكومة تكشف هذا التواطؤ..

وأهمها استمرار تصدير الغاز لإسرائيل وموقفها مما حدث فى لبنان والعراق، وقال إن اتفاقية كامب ديفيد أضرت بموقف مصر من الصراع العربى الإسرائيلى.. وعن اتهام المعارضة بأنها غير وطنية يقول العمدة إن الوطنية معنى يشمل موقف النائب والمواطن من قضايا وطنه ومن قضايا الأمة العربية والعالم الإسلامى، لأن الدستور المصرى نص فى مادته الأولى على أن مصر جزء من الأمة العربية وتعمل على تحقيق وحدتها الشاملة، وكان هذا انعكاساً لمشروع ثورة يوليو التى كانت تؤمن بأن الأمن العربى جزء لا يتجزأ، وبالتالى فإن نظرة المعارضة لأحداث غزة تنطلق من هذه التوجهات. وأكد أن المعارضة كانت متمسكة بوطنيتها حين طالبت الحكومة المصرية باتخاذ موقف تجاه العدوان على غزة، ولكن الحزب الحاكم نتيجة لاتفاقية كامب ديفيد يتخذ مواقف غير وطنية ووضع مصلحة مصر قبل أى شىء، وفصل مصر عن الأمة العربية بالمخالفة للدستور «المعارضة لم تستقبل الرئيس بوش استقبال الفاتحين حين كان الشعب العراقى يقتل ويذبح وتنتهك أعراضه» وقال إنه تعرض شخصيا لمضايقات من نواب الأغلبية عندما قام النائب طلعت مطاوع بالاحتكاك به، ومع ذلك لم يتخذ ضده أى إجراء.

وكانت من بين الاتهامات التى وجهها الدكتور سرور للمعارضة عندما اتهم نواب الإخوان أنهم قللوا من قيمة المجلس، وأن ما يحدث لم يره منذ أن تولى رئاسة المجلس فى التسعينيات، وقال سرور إنه سمع أن النائب صبحى صالح قفز فوق المقاعد خلال جلسة رفع الحذاء وأنه لوشاهده لأحاله إلى لجنة القيم.

ويبرر النائب صبحى صالح تصرفه بأنها رد فعل لاتهام المعارضة بالعمالة، وقال إنه كمحامٍ لا يفعل ذلك فى المحكمة لأن الفارق بين منصة المجلس والمحكمة كبير، ففى المحكمة تكون المنصة عادلة ولا تنحاز لطرف وتقوم بمحاسبة المخطئ، أما فى مجلس الشعب فالمنصة غير عادلة وقامت بحذف دليل الإدانة الذى وجه اتهام غير مسبوق بأن ربع المجلس خونة وعملاء، مشيراً إلى أن ما فعله النائب أشرف بدرالدين كان خطأ فى أسلوب التعبير وخروجاً على التقاليد، ومع ذلك أحاله المجلس للجنة القيم ولم تحِل من اتهم 120 نائباً بالعمالة، ثم يطلب منا الدكتور سرور ضبط النفس، تلك الاتهامات من نواب الوطنى تكشف عجزهم فلجأوا إلى أسلوب المفلسين بافتعال الأزمات.

ويعلق الدكتور أحمد دياب بأنه ليس من حق أحد أن يحمل صكوك الوطنية ويوزعها، لأنه لو فتح باب الاتهامات فنستطيع أن نتساءل فى أى خندق يوجد من يصدرون الغاز لإسرائيل بأقل من 2 دولار والبترول المصرى بأقل من 7 دولارات ومن يقفون ضد المصالح الوطنية ويرفضون تنفيذ أحكام القضاء. النائب المستقل محمد حسين يقسم أن المجلس يكيل بمكيالين لأن المفروض أن تتم إحالة نائب الوطنى القصاص للجنة القيم لاتهامه زملاءه بالخيانة، وتساءل: من هو حتى يتهم زملاءه فى شرفهم؟ وكان يجب إحالته للجنة القيم وليس من رفع الجزمة، وأكد أن مافعله الدكتور سرور لم يرد للمعارضة كرامتها، فكيف يعرض على الأغلبية قرار إحالة نائب الوطنى للجنة القيم وهو واثق أنها لن توافق ويتهم بعض نواب الأغلبية بالنفاق؟النائب سعد عبود يفسر اتهام المعارضة فى شرفها يكشف توتر الأغلبية التى تقف بمفردها أمام المعارضة والقوى الوطنية والشارع المصرى.

نواب الحزب الوطنى لهم رأى آخر فالدكتور إبراهيم الجوجرى، وكيل اللجنة التشريعية، ينفى عن المعارضة عدم الوطنية لكنه يفرق بين المعارضة لسياسات الحكومة الداخلية ونحن نرحب بالخلاف حولها، وبين موقفها من قضايا السياسة الخارجية والأمن القومى، والتى يجب على المعارضة والأغلبية الوقوف خلف القيادة السياسية فيها، ويتساءل هل من المقبول اتهام مصر بالتواطؤ والاشتراك فى مؤامرة ضد الشعب الفلسطينى؟ هل هناك أحد يصدق أن تفعل مصر ذلك؟

الجوجرى ينتقد قيام المعارضة برفع دعوى ضد الدولة لتوصيل المعونات إلى غزة، لأن هذه الدعوى فيها إساءة لسمعة مصر، والقيادة السياسية التى لم تتأخر عن توصيل المعونات، والهلال الأحمر يقوم بجمع المعونات ولكن موقف المعارضة هدفه دعائى ومرفوض للأزمات لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة. وأضاف أن هناك مؤامرة تحاك ضد مصر فى المنطقة فكيف يشارك أى مصرى مهما كان موقفه وتوجهه الحزبى والسياسى فى إنجاح المؤامرة لمجرد أنه يختلف مع الأغلبية، معتبرا أن أخطاء المعارضة فى الممارسة البرلمانية تزيد من حالة الاحتقان. فكما يرى الجوجرى أن من أبرزها الصياح والانسحاب من الجلسات والوقوف فى الشارع أمام الفضائيات وهو سلوك برلمانى، فالأدوات البرلمانية كثيرة وتكفل للنائب كل وسائل المعارضة.

المستشار محمد عامر، أمين لجنة حقوق الإنسان، يقول إن المعارضة تواجه الأغلبية بانفعالات زائدة فى محاولة منها لفرض رأيها لدرجة وصلت إلى الوقوف على المقاعد، وأضاف أن النائب القصاص أساء التعبير بسبب هجوم متواصل من نواب المعارضة على الفضائيات، وقال أنا شخصيا عاتبته وقلت له إنه ما كان يجب قول ذلك ولكنى كنت أتصور من المعارضة أن ترد بالكلام وليس بالأحذية.

لمعلوماتك..
◄1990 العام الذى تولى فيه سرور رئاسة البرلمان

ليست هناك تعليقات: