الثلاثاء، ١٧ يونيو ٢٠٠٨

الحملة لم تكن "لوجه الله".. صحف تخوض حروب "كسر عظام" بالوكالة عن رجلي أعمال على "كعكة" تصدير الغاز لإسرائيل

المصريون

كتب عمر القليوبي

أثارت الحملة التي قادتها صحف مستقلة ضد صفقة تصدير الغاز المصري لإسرائيل، استغراب ودهشة المتابعين لملف التطبيع، لكون مؤسسي بعض هذه الصحف من ذوات التوجه الليبرالي ترتبط بعلاقات تجارية علنية مع إسرائيل، ولا يجدون غضاضة في ذلك.
لكن الحملة التي ركزت خصوصا على استهداف وزارة البترول ورجل أعمال مرتبط بعلاقات واسعة مع إسرائيل، وذي نفوذ قوي، لم تكن بالنسبة للقارئ العادي، باعثة للدهشة، لاسيما وأنها تواكبت مع الجدل المثار في مجلس الشعب حول تدني أسعار بيع الغاز المصري لإسرائيل عن الأسعار العالمية.
حقيقة الأمر تؤكد أن الحملة لم تكن "لوجه الله"، كما ظن كثيرون، بل جاءت في إطار صراع بين رجل الأعمال مؤسس لأحدى الصحف المستقلة، ومنافسه رجل الأعمال الذي استأثر بصفقة تصدير الغاز لإسرائيل، واستغلت الصحيفة تكتم الحكومة المصرية على التفاصيل، بداعي عدم الإضرار بأسعار التصدير لتشن هذه الحملة، التي أفردت لها مساحات واسعة، وأبرزتها في صدر صفحتها الأولى.
التفاصيل تقول، إن المساهم الأكبر بالجريدة يمتلك شركة تعمل في مجال الخدمات البترولية يزيد رأسمالها على حوالي 500 مليون جنيه والمرتبطة باتفاقيات للتنقيب عن البترول في حقول البحر الأحمر وجنوب سيناء، وهذه الشركة تتنافس مع شركة رجل الأعمال الآخر، الذي يشار إليه على أنه مقرب من مؤسسة الرئاسة.
وجاءت الحملة في إطار حرب تصفية الحسابات بين الجانبين، بعد خروج الشركة الأولى من صفقة بيع الغاز المصرية لإسرائيل "بلا حمص"، وبعدما رفض رجل الأعمال الفائز بالصفقة منحها نصيب رجل أعمال ثان قام ببيع حصته لإحدى الشركات الأسبانية.
وهو الأمر الذي أفشل معه أي محاولات لتطويق الأزمة، خاصة وأن جهات حكومية كانت تبدي استياء من العلاقة الوثيقة التي تربط مؤسس الصحيفة بالولايات المتحدة وإسرائيل، وهو الغضب الذي دفعهم إلى حرمانه من الحصول على نصيبه من الكعكة الضخمة في صفقة بيع الغاز، لكنه لم يفقده الأمل في وضع قدمه بسوق الغاز، وتكرار سيناريو حصوله على امتيازات بالتنقيب عنه، أسوة بما حققه في مجال التنقيب عن البترول.

ليست هناك تعليقات: