الجمعة، ٢٠ يونيو ٢٠٠٨

علي جريشة: مبارك كان عضوا بالاخوان و3 أمنيين قتلوا السنانيري، ودموع ثانوي والقبض على رئيس لجنة يبيع الامتحانات، وطن الحديد يصل 7400جنيه والخضيري يطالب

مصراوى

كتب:طارق قاسم

كانت الاخبار التي أبرزتها صحف القاهرة الصادرة آخر الاسبوع الماضي هي كارثة امتحان الفيزياء للثانوية العامة الذي أجمع الطلاب وأولياء الامور وسط شلالات الدموع على أنه جاء تعجيزيا .. وأيضا القبض على رئيس لجنة في إمتحانات الثانوية العامة بالمنيا – ايضا – متلبسا ببيع اسئلة الامتحانات مقابل 300 جنيه للمادة، كذلك اشتركت صحف الخميس في إبراز مطالبة احمد عز محتكر حديد مصر وأمين تنظيم الحزب الوطني بتوقيع نصف العقوبة على من يبلغ عن محتكر لإحدى السلع، الطريف أن عز قال أنه ليس صاحب مصلحة في أن يطالب بهذا لأنه لا يقوم بممارسات إحتكارية !!!
ايضا اشتركت صحف مصر آخر الاسبوع الماضي في ابراز الاعتراف الجماعي لقادة ورموز العدو الصهيوني بأن اتفاق التهدئة هو انتصار تاريخي لحركة حماس سيعزز فرصها في تقوية نفسها وزيادة اعضائها وتسليحها..
وعلى ذكر العدو الصهيوني فقد ابرزت صحف آخر الاسبوع الماضي الرسالة التي بعث بها المستشار محمود الخضيري رئيس نادي قضاة الاسكندرية السابق للمفتي علي جمعة يطالبه فيها بتوضيح موقفه من بيع غاز مصر الطبيعي للصهاينة.. كما واصلت صحف مصر تغطيتها لواقعة الغرق الجديدة لأبنائنا الذين اكلهم سمك البحر المتوسط قبالة سواحل ليبيا في رحلة جديدة للمجهول من أجل هجرة جديدة غير شرعية حيث نقلت كافة الصحف عن مسئولين بالخارجية المصرية استحالة التعرف على الجثث لأن السمك أكل أجزاء كبيرة منها..
وابرزت جريدة الدستور في عددها ليوم الخميس أن الشركة التي أجرت استطلاع رأي نشرته الصحف القومية وهللت له وزعمت فيه أن 94% من المصرين يحبون مبارك ويؤيدون سياساته، لم تخضع استطلاعها لأية جهة بحث علمي.. كما أن مدير الشركة يرفض المشاركة السياسية حتى في النادي الذي يتمتع بعضويته كما أنه لا يملك بطاقة انتخابية ولم يصوت في أي انتخابات عامة طوال حياته.. كما اهتمت صحف آخر الاسبوع الماضي بخبر قيام وزير العدل ممدوح مرعي فجأة بإقالة رئيس إدارة الكسب غير المشروع ونقلت جريدة الدستور عن مصادر أن إقالة رئيس الادارة جاءت لأنه طالب مساعدي الوزير بإقرارات الذمة المالية .. وانفردت جريدة البديل اليومية في عدد الخميس بنشر خطاب من وزير الزراعة رجل الاعمال امين اباظة موجه إلى محافظ دمياط يطلب منه فيه تبوير اراض زراعية لصالح شركة أجريوم صاحبة المصنع القاتل والذي تجاهد الحكومة النظيفة الرشيدة لغرسه في دمياط بين الناس رغم أنف الناس !!!
حوار:
في عدد الخميس لجريدة البديل حاور الزميل محمد إسماعيل الرمز الاخواني الاستاذ علي جيشة.. الحوار جاء ساخنا مليئا بالمفاجآت حول علاقة جريشة بالإخوان ودوره في التنظيم الدولي للجماعة كما امتد الحوار الكشف ملابسات جديدة حول حادث قتل الشهيد كمال السنانيري ..نقرأ من الحوار: (ـ هل عاكف الذي أنشا التنظيم الدولي؟
*لا أستطيع أن أؤكد ذلك.
ـ ولماذا لم يتسلم إدارة المركز منك استاذ جامعي مثلك وتسلمه قيادي بجماعة الإخوان المسلمين؟
*وقتها لم يكن عاكف قيادياً بالجماعة فلم يكن عضوا بمكتب الإرشاد مثلا ولم يكن من القيادات البارزة بالجماعة.
ـ ما الجهة التي انتدبت عاكف لإدارة المركز؟
*يشهد الله أنني لا أعرف الجهة التي اختارت عاكف ولا ظروف توليه إدارة المركز ولكن كل ما أعلمه أنه لم يجد تعاوناً من الموجودين في المركز عندما ذهب إلي هناك.
ـ ما قصة اختطاف نجلك؟
*حدث هذا في بداية حكم الرئيس مبارك حيث كان عمر التلمساني وقتها في السجن وخالد الإسلامبولي يحاكم بتهمة قتل السادات وفوجئت أنه يحاكم امام محكمة عسكرية وليس امام القاضي الطبيعي أو محكمة أمن الدولة كما كان يحدث من قبل وتصادف أن المستشار الذي تولي رئاسة المحكمة العسكرية كان زميلي ودفعتي في كلية الحقوق وعلمت من صديقي عبد الحليم رمضان محامي خالد الإسلامبولي الذي كان يتصل بي في ألمانيا ليطلعني علي كل تطورات القضية أن القضية تسير بشكل غير موفق وتأكدت من ذلك بعد أن تم إلقاء القبض علي عبد الحليم نفسه.
ـ وماذا فعلت؟
*بعثت برقية للزميل رئيس المحكمة العسكرية وقلت له"لقد تركت منصة القضاء لأقف في منصة الدفاع.. دفاعا عن كرامة الأمة وكرامة أعز أبنائها.. أرجو قبولي محاميا متطوعا عن ملازم أول خالد الإسلامبولي".
ـ هل كان هذا قناعة شخصية منك بأن قتل السادات كان عملاً سليماً؟
*لا ولكن كانت قناعة شخصية بأن المحكمة تسير في الاتجاه الخاطئ.
ـ هل وصفك الإسلامبولي بأعز أبناء الأمة بسبب أنه قتل السادات؟
*قضية قتل السادات لا أستطيع أن أحكم فيها لأنني لم ألم بكل تفاصيلها حيث كنت في ألمانيا وقتها.
ـ ما قصة المظاهرة التي نسب إليك تنظيمها وقت زيارة الرئيس مبارك إلي ألمانيا احتجاجا علي وفاة القيادي الإخواني كمال السنانيري داخل السجن؟
*سوف أحكي لك ماحدث بعد المظاهرة قبل أن أحكي قصة المظاهرة.
ـ ماالذي حدث بعد المظاهرة؟
*لم أنزل إلي مصر لمدة 5 سنوات لأن الكثيرين حذروني من النزول إلي مصر فخرجت من ألمانيا إلي المدينة المنورة في السعودية.
ـ ومتي نزلت مصر؟
*بعد 5 سنوات قررت النزول إلي مصر فاتصلت بمسئول أمني رفيع المستوي الذي زارني في ألمانيا عقب المظاهرة وأبلغته برغبتي في النزول إلي مصر فرحب بشدة وقال لي إنه سينتظرني بنفسه في المطار ولمزيد من التحوط اتصلت بشقيقي وطلبت منه أن ينتظرني في المطار وعندما وصلت المطار وجدت 3 في انتظاري هم شقيقي ورفيع المستوي وابنتي التي أصرت أن تأتي مع شقيقي لاستقبالي.
ـ وكيف استقبلك رفيع المستوي؟
*فور وصولي هرولت ابنتي نحوي وأمسكت بي بعاطفة البنوة خوفا من أن يحتجزني رفيع المستوي وبعدها أمر رفيع المستوي ضابط شرطة برتبة رائد كان يسير خلفه بأن يخلص لي أوراقي من مصلحة الجوازات في المطار لكن بعدها بقليل عاد الضابط إليه وأخبره بأنني مطلوب من إدارة الجوازات فشعرت بأنه مخطط للايقاع بي لكن رفيع المستوي قال للضابط:"يظهر عليك ضابط فاشل" وأخذ منه جواز السفر وأعطاه لضابط آخر وطلب منه أن ينهي الأوراق وعندما رايت هذه الحالة من الارتباك سألت "رفيع المستوي":"أيه أكبر حاجة في ملفي؟" فسكت ولم يرد فقلت:"مظاهرة ألمانيا" فسالني:"إنت عرفت إزاي؟" وبدا عليه الاهتمام وللأمانة فهو يعد من أذكي الضباط الذين عملوا في هذا الملف.. المهم أنني قلت له بعدها "اذا كانت المظاهرة أخطر شيء في ملفي فاخطر مافي المظاهرة هو البيان الذي وزع باسمي في المظاهرة".
ـ هل تتذكر ما الذي ورد في هذا البيان؟
*لا أتذكر بدقة العبارات التي وردت في البيان لكنه كان يهاجم النظام المصري ويحمله حادث مقتل كمال السنانيري وقد تم توزيعه في أوروبا كلها وبالمناسبة فان جهاز مباحث أمن الدولة يحتفظ بنسخة من هذا البيان حتي الآن.
ـ أنت بدأت بنتائج المظاهرة فما قصة المظاهرة نفسها؟
*عندما قتل كمال السنانيري بلغني نقلا عن شهود في القاهرة أن هناك 3 قيادات أمنية تورطوا في قتله بينهم رفيع المستوي ورئيسه ورئيس رئيسه وعلي إثر خبر مقتل السنانيري تفجرت ردود فعل غاضبة فأقيمت صلاة الغائب علي السنانيري في كل أنحاء أوروبا وأمريكا وفي نفس الوقت علمنا أن الرئيس مبارك وكان وقتها في بداية حكمه سيقوم بزيارة إلي ألمانيا.
ـ وهل جاء اليك وفد أمني مصري علي رأسه رفيع المستوي للتفاوض بهدف منع المظاهرة وتأمين زيارة الرئيس؟
*الشيء الذي لم يتذكره رفيع المستوي عندما روي قصة زيارته إلي ألمانيا أن هذه الزيارة تمت بعد المظاهرة وبعد انتهاء زيارة الرئيس مبارك وليس قبلها كما قال هو.
ـ ما مدي صحة أن الرئيس مبارك كان عضوا بجماعة الإخوان المسلمين؟
* أنا علمت ذلك من تصريحات الرئيس مبارك شخصيا.
ـ كيف؟
*سبق أن صرح الرئيس لمجلة «دير شبيجل» الألمانية بأنه كان ينتمي للإخوان المسلمين قبل أن يدخل كلية الطيران وعندما سألت عن هذا الموضوع بين القيادات التاريخية للجماعة في محافظة المنوفية تأكدت أن مبارك بالفعل كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين.)
- مقالات :
= من عدد الخميس لجريدة الدستور اليومية نقرأ لفهمي هويدي حول صراحة روبرت موجابي ديكتاتور زيمبابوي التي يقابلها التواء والتفاف رموز الاستبداد في العالم العربي: (قدرت صراحة رئيس زيمبابوي روبرت موجابي حين قال قبل أيام قليلة: «إن المعارضة لن تحكم ما دام علي قيد الحياة»، وإنه مستعد لأن يقاتل دون ذلك لأن الشعب ائتمنه علي استقلال البلد ومستقبله، ويستحيل عليه أن يفرط في الأمانة التي طوقت عنقه، وقال إن الذين يعارضونه «خونة» يعملون لحساب المستعمر السابق «بريطانيا»، ولأن الأمر كذلك، فإن هؤلاء إذا فازوا في الانتخابات الرئاسية التي تتم يوم 27 يونيو الحالي، فلن يسمح لهم بتولي زمام الحكم، ولن يتردد في حمل السلاح لعدم تمكينهم من «الاستيلاء» علي السلطة.
هذا الكلام ليس غريبًا علينا، في رسالته ومضمونه وليس في مفرداته، فنموذج روبرت موجابي شائع في العالم الثالث، خصوصًا بين القادة الذين حققوا إنجازات تاريخية معاينة، حقيقية ووهمية، واعتبروها رصيدًا أوصلهم إلي السلطة.. وما إن احتلوا مقاعدهم حتي اعتبروا الإنجاز المذكور «حجة» حولت الأوطان إلي أوقاف مقصورة عليهم، وهذا ما فعله موجابي الذي اشترك في حرب الاستقلال ضد الاحتلال البريطاني، واعتبر دوره في التحرير مسوغًا ليس فقط لاحتكار السلطة، ولكن أيضًا لاعتبار معارضيه خونة، الأدهي من ذلك الأمر أنه اختزل الوطن في شخصه، وهذا النموذج مكرر حولنا كما تعلم، لكن موجابي اختصر الطريق وصارح الجميع بما يتكتمه آخرون فهو مصرُّ علي البقاء في السلطة حتي آخر رمق. والآخرون -حتي إذا فازوا في الانتخابات- لن يمكَّنوا من زحزحته عن منصبه.
قليلون من القادة يكشفون أوراقهم بهذه الصورة، ويؤثرون الاحتيال علي الديمقراطية وعلي القوانين، سواء عن طريق تزوير الانتخابات أو إجراء تعديلات دستورية تقطع الطريق علي المنافسين، وتغلق الباب علي الرمز المطلوب .
أما الديمقراطية المزورة فهي تفتح الباب للالتباس، وتوفر للمنافقين فرصة التذرع ببعض المظاهر الإيجابية للالتحاق بمعسكر السلطة، ثم إنها ربما استطاعت أن تخدع نفرًا من البسطاء، بحيث توهمهم بأن الوسائل المتبعة في إدارة اللعبة السياسية ليست للتمويه أو التستر، وإنما هي خطي علي طريق الإصلاح تمهد لما هو أبعد منها، وهذا التزوير للديمقراطية الذي يقبل بالوسائل والأشكال، وينحي الوظيفة والمضمون جانبًا من شأنه أن يميع الصورة، ومن ثم فهو لا يضمن احتشادًا كافيًا من جانب فصائل العمل الوطني، صحيح أن المفاضلة بين الصيغتين هي اختياران سيء وأسوأ، وعادة ما يؤدي ذلك إلي الانحياز للسيء باعتباره أخف ضررً، إلا أنني في هذه الحالة أنحاز إلي الأسوأ، الذي قد يكون باهظ التكلفة حقًا ولكنه يمثل الصيغة الوحيدة التي تقنع الناس بضرورة التغيير وحتميته، فما قاله الرئيس موجابي مثلاً يقنعك علي الفور بأن هذا الرجل يجب أن يترك منصبه، في حين أنه لو قال كلامًا آخر ناعمًا أبدي فيه استعداده لترك منصبه لأي شخص يختاره الشعب، في حين كان يضمر شيئًا آخرلا لتبس الأمر علي الناس ولصدقه بعضهم، إن الشر الأكبر ليس أسوأ الاحتمالات في كل الحالات.)

= وفي جريدة الميدان كتب سليمان الحكيم متسائلا عن السر وراء اتجاه المصريين لارتكاب جرائم نادرة في بشاعتها:
(ما الذي جرى للمصريين ؟
بل ما الذي جرى لمصر نفسها؟
لم يعد المصريون كما كانوا مصريين، ولم تعد مصر كما كانت.. هي مصر
توالت الحقب والسنون بمختلف ما جلبته معها من ظروف وظل المصريون كما كانوا، وبقيت مصر كما هي.
كانت مصر في أحلك ظروفها هي نفس البلد ونفس الناس أما الان فيبدو كل شيء مختلفا عما كانت عليه.. اصبحنا نسمع عن جرائم تصل في قسوتها إلى حد البشاعة، وهذه الكلمة تحديدا هي التي طرأت على حال المصريين وأحوالهم فالاب يقتل أبناءه ويغتصب بناته، والابن يقتل والديه، والاخ يغتصب أخته أو يقتل أخاه والزوجات يتزوجن على ازواجهن أو يتآمرون مع الابناء على قتل الاب وتقطيع جثته ورميها للكلاب !!
كلها جرائم تتصف بالبشاعة والقسوة التي لم تكن معروفة لدى المصريين الذين عرفتهم شعوب الدنيا مسالمون وغير ميالين للدماء والدموية.. فما الذي حدث لنا .. وما الذي يمكن أن يحدث أكثر من ذلك ..؟
هل هو الفقر .. هل هي البطالة .. هل هي الزحمة وما تسببه من عصبية زائدة .. هل هو الغلاء والحاجة .. هل هو العجز عن الحلم والامل .. أم أنها الحكومة التي تخلت عن دورها في فرض الحماية والامن .. فشاع الشعور بالظلم وأصبح كل فرد لا يثق في إسترجاع الحق إلا بالقوة .. والقسوة؟!
ربما كانت تلك هي الاسباب وربما كان غيرها ايضا ولكن علينا أن نقف للبحث ونفكر قبل أن تتحول الجريمة في مصر إلى ظاهرة .. تأخذ في طريقها إلى الكارثة مصر والمصريين .. وأخشى ما نخشاه أن نصحو ذات يوم فلا نجد المصريين ..
ولا مصر بل نجد شعبا آخر غير شعبنا .. ومصر أخرى غير مصرنا..

ليست هناك تعليقات: