الأربعاء، ٢٥ فبراير ٢٠٠٩

نائب صرخ في وجه وزير البترول: الغاز ده مش بتاع أبوك سجالات حادة في البرلمان المصري حول تصدير الغاز الى اسرائيل

القدس العربى

حسام أبو طالب

القاهرة 'القدس العربي' تحول البرلمان المصري أمس الأول لساحة حرب بين نواب من حزب الأغلبية وقوى المعارضة ووزراء في الحكومة بسبب قضية تصدير الغاز لإسرائيل والذي أصر النواب بالرغم من الأحداث المتلاحقة الساخنة التي تشهدها القاهرة على طرحها للمناقشة.
وكان رئيس المجلس الدكتور فتحي سرور وقيادات الحزب الحكم قد نجحوا على مدار المرحلة الماضية في منع صدور أي إدانة ضد كبار المسؤولين الذين وقفوا في صف تمرير الصفقة في سرية تامة حيث لم يفاجأ الشارع المصري بتفاصيلها إلا مؤخراً.
و قد شهدت الجلسة العديد من المفاجآت أبرزها دعوة عدد من الأعضاء بالقبض على د.عاطف عبيد رئيس وزراء مصر الأسبق لأنه المسؤول عن منح الملياردير حسين سالم الصديق الشخصي للرئيس مبارك الحق في تصدير الغاز المصري لإسرائيل سراً وبدون طرح المشروع في الأسواق لتحقيق الشفافية أمام الرأي العام
وقال النائب حمدي حسن المتحدث باسم نواب كتلة الإخوان المسلمين إن الإتفاقية فضيحة للنظام وتكشف النقاب عن وجود تواطؤ فاضح مع إسرائيل ومن المستحيل الإستمرار فيها للنهاية وطالب بضرورة محاكمة جميع أطرافها وذلك لأنها تتسبب في خسائر يومية لمصر بقيمة عشرة ملايين دولار.
وأشار إلى أن المهزلة وصلت لحد أن الحكومة تطلب إعتمادات نقدية إضافية تقدر بثلاثة عشر مليار جنيه من أجل إتمام الصفقة في الوقت الذي تجني فيه الدول الأخرى ثمرات تصديرها للغاز وتعود الفائدة على المواطنين، أما الأمر بالنسبة للمصريين فعلى العكس تماماً فهم لا يعرفون شيئاً عن حجم ثرواتهم ولا إلى أين تذهب
ودعا حسن في الإستجواب الذي قدمه وسعت رئاسة المجلس لعدم مناقشته مرات عديدة لإقالة الحكومة المصرية وتحويل المسؤولين عن الصفقة لمحاكمات عاجلة، كاشفاً النقاب عن أن عاطف عبيد منح سالم حق إحتكار الغاز وتصديره لتل أبيب قبل إشهار الشركة ضارباً بكافة الأعراف والقوانين عرض الحائط.
أما النائب المستقل محمد العمدة فقد هاجم سامح فهمي وزير البترول قائلاً له 'الغاز المصري مش بتاع أبوك علشان تبيعه بتراب الفلوس لإسرائيل'.
وقد حاول فهمي تبديد شحنة الغضب بين النواب بمن فيهم أعضاء حزب الأغلبية حيث أشار إلى أن الغاز الذي يصدر لإسرائيل لا يستخدم في تشغيل الآلات الحربية بما فيها الدبابات وكذلك الأمر بالنسبة للمصانع، وتابع يقول نحن حريصون على ألا يكون وقوداً لضرب أشقائنا من الفلسطينيين.
ودعا محمد عبد العليم النائب عن حزب الوفد لضرورة محاكمة الملياردير حسين سالم المختفي عن الأنظار منذ فترة جنباً إلى جنب مع عاطف عبيد معتبرهما ضلعين رئيسيين في إفقار ملايين المصريين بعد أن عرضا ثروات المصر المحدودة من الطاقة للخطر وقدماها هدية لإسرائيل من أجل أن يزداد شعبها رفاهية بينما ملايين المصريين والفلسطينيين لإيجدون إسطوانة غاز لطهي الطعام أو للتدفئة.
وكان البرلمان قد شهد عدة محاولات لمنع مناقشة إستجوابات النواب عن تلك القضية، واستمرت تلك المحاولات حتى اللحظات الأخيرة حيث سعى مفيد شهاب وزير الشؤون البرلمانية لعرقلة طلبات المعارضة غير أن إصرار نواب الكتلة الإخوانية على طرح الموضوع أدى في نهاية الأمر لموافقة الدكتور فتحي سرور على الإستجواب والذي تأخر عدة أسابيع عن المداولة يذكر أن القضية سببت حرجاً بالغاً لقيادات النظام وعلى رأسهم الرئيس مبارك بسبب العداء الذي يكنه المواطن المصري لإسرائيل ورفضه أي مساع للتطبيع معها.

ليست هناك تعليقات: