الأحد، ١١ يناير ٢٠٠٩

سامح فهمي.. صباح «الغاز»!

الدستور
العربي مرزوق

لا أحد يعرف موقف سامح فهمي - وزير البترول - وهو يشاهد يومياً مئات القتلي وآلاف المصابين نتيجة قصف الطائرات والدبابات الإسرائيلية لشعب غزة، وهي الحرب التي تدور آلة العنف والتدمير فيها بالغاز والبترول المصري، فهمي أحد المدافعين لدي الحكومة عن قرار تصدير الغاز لإسرائيل وكأنه كان يعمل طيلة الأشهر الماضية علي إمداد إسرائيل بالوقود اللازم للقضاء علي الفلسطينيين، لكن محكمة القضاء الإداري أنصفت إرادة الشارع المصري
وأيَّدت حكمها التاريخي بوقف تصدير الغاز لإسرائيل وألزمت الحكومة بتنفيذ الحكم الذي قطع علي فهمي كل السبل للتحايل علي عدم تنفيذه، كما فعل من قبل حين رفع ثمانية إشكالات ضد تنفيذ الحكم والمتابع لأداء فهمي منذ توليه المنصب الوزاري منذ عام 1999 سيعرف أن جميع تصريحاته الإعلامية بأن فترته شهدت أكبر الاكتشافات البترولية التي ستزيد من احتياطي مصر البترولي ما هو إلا كلام خارج نطاق الخدمة كعادة أي مسئول حكومي يحاول المحافظة علي موقعه، وتشهد علي ذلك طوابير السيارات أمام محطات الوقود لعدم توفر بنزين 80 وأحياناً 90 و92، فضلاً عن عدم توافر أنابيب البوتاجاز.

في الوقت الذي تضخ فيه مصر بانتظام الغاز المصري لإسرائيل وفقاً للاتفاقية التي أبرمتها مع إسرائيل، وربما جاءت كل هذه المشاكل نتيجة تفرغ فهمي الواضح لرعاية أندية كرة القدم التابعة لقطاع البترول، لدرجة إهدار المال العام عليها بملايين الجنيهات، لكن أسوأ ما يوجه فهمي الآن هي تقارير العديد من الجهات الدولية، التي أكدت أن الاحتياطي المصري من البترول في تناقص مستمر، الأمر الذي دعا العديد من خبراء الطاقة لمطالبة فهمي ومسئولي الحكومة بعدم تصدير الغاز والمشتقات البترولية وتوفيرها للأيام السوداء المقبلة، لدرجة أنهم طالبوا بعزله من منصبه الوزاري نتيجة ما عانته مصر في عهده من تناقص واضح في المواد البترولية.

لم ينجح فهمي يوماً من الأيام في كسب عطف الشارع المصري بدليل أنه عندما وعد أهالي السويس بتعيين أبنائهم حال انتخابه كنائب برلماني عن السويس، لم ينتخبه أحد، لكن نجح عن طريق صناديق الحكومة الجاهزة بالأصوات الانتخابية!

ليست هناك تعليقات: