الأحد، ١٨ يناير ٢٠٠٩

فى ندوة لوقف تصدير الغاز لإسرائيل بـالناصري

العربى

دعاء فتحي

استخدام إسرائيل للغاز المصرى فى حربها ضد غزة جريمة لا تغتفر

بمناسبة صدور حكم المحكمة الإدارية بوقف تصدير الغاز للكيان الصهيونى أقام الحزب الناصرى بمقره المركزى ندوة تحمل عنوان «نحو موقف موحد لمنع تصدير الغاز الإسرائيلي» وذلك بمشاركة مجموعة كبيرة من السياسيين وممثلى الأحزاب والسفير إبراهيم يسرى الذى قام برفع القضية وأدار اللقاء أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصرى.
حيث أكد أحمد حسن فى بدء حديثه أننا نمر بظروف عصيبة يستبيح فيها العدو الصهيونى الدعم العربى على أرض فلسطين كل يوم ذلك الشعب الذى اغتصبت أرضه وذلك فى ظل صمت عربى مهين للأمة العربية كلها من مشارقها إلى مغاربها، فما يحدث فى غزة الآن مجزرة بشرية لم يحدث لها مثيل فى تاريخ الإنسانية حتى النازية لم ترتكب مثل هذه الجرائم، وحكام العرب فقدوا إرادتهم فقدوا حتى الكلمة أو الحركة أمام هذا العدوان الغاشم والعدو الأصيل لهذه الأمة كما يواجه هذا الاعتداء البربرى صمت قوة دولية ومجلس أمن يطوع لصالح الولايات المتحدة الأمريكية كل قراراته ولا يستطيع أن يتخذ موقفا واحدا أمام هذه الإبادة الجماعية حتى القرار 0681 وهو واحد من 821 قرارا سابقا اتخذتها الأمم المتحدة ولم يستطع المجتمع الدولى أن يتحرك أو يقاوم أو يوقف هذا العدوان وكان من الأولى ومن المفروض أن يتحرك القطر العربى ويتخذ هذا الموقف ولا أستثنى منهم أحدا، فالدفاع عن فلسطين لهو موقف أصيل يجب عليهم القيام به وقد جاء حكم المحكمة الإدارية بوقف تصدير الغاز للكيان الصهيونى بعد أن طالبنا كثيرا بذلك فنحن لم نطالب بالمشاركة فى القتال ولكننا فقط طالبنا بتحرك سياسى على الأقل لوقف تصدير الغاز وطرد سفير الكيان الصهيونى وفتح المعابر فنحن لسنا أقل من موريتانيا وفنزويلا اللتين قامتا بطرد سفير إسرائيل وقطع العلاقات مع العدو الصهيونى، ولكن للأسف الحكومة المصرية تحاصر أى حركة حتى إنها لا تتحمل أن يتجمع الأشخاص أو حتى سيدات فى الشارع ليعبروا عن رأيهم، والذى هو مع اتخاذ موقف مصرى حاسم مع هذا العدو ولكن الحكومة ما عليها سوى القيام بالشجب والإدانة بكلمات فضفاضة ليس لها القدرة على ايقاف شيء، لذا نطالب الحكومة الآن بأن تنتهز فرصة صدور هذا الحكم بمنع تصدير الغاز لعلها تجد ما تستند إليه لاتخاذ القرار بالوقف وحفظ ماء الوجه أمام العالم وبايقاف المذابح التى ترتكب ضد أهلنا فى غزة، فالقضية الآن ليست فتح وحماس بل هى قضية وطن قضية ضياع فلسطين بأكملها، فالكيان الصهيونى أعلن كما أعلن جورج بوش من قبل أنه لابد من إقامة دولة رسمية يهودية على هذه الأرض، دولة لا يوجد فيها أى جنس آخر وهذا أمر غريب فى المجتمع الدولى وفى القانون الدولى أن يريد إقامة دولة ليست لها أى مقومات غير أنها تحمل يهود العالم.
ويقول محمد رفعت الأمين العام لحزب الوفاق القومى إن واجبنا الآن تحرير هذه الأرض ولكننا ابتلينا بحكام فقدوا رشدهم بل وعيهم وخالفوا أى أساس يمكن أن نحتكم إليه وخرجوا على فهم التاريخ الذى علمنا أن مصر والشام جزء واحد لا يمكن أن ينفصل، كما علمنا التاريخ أن نحكم على قضية أى حاكم بمدى انتمائه للقضية الفلسطينية فمن يدافع عنها فهو وطنى ومن يفعل غير ذلك فهو خان وطنه ودينه، ويؤكد أن من يقولون إنه يجب ألا تتورط مصر فى هذا القتال فإن مصر بدفاعها عن هذه القضية لا تدافع عن قضية أحد آخر بل تدافع عن أمنها القومى عن بوابتها التى طالما دخل الاحتلال منها على مر الزمان، أما هؤلاء الحكام أو الحاكم الذى يصدر البترول إلى إسرائيل، وبعدها تقوم إسرائيل بفتح باب لإيصال البترول عبر أنابيب عن طريق ميناء حيفا وتصدره للخارج هكذا أغلقنا قناة السويس وحاصرنا دول الخليج فمن يريد التصدير عن طريق قناة السويس ستصبح تكلفة ذلك أكبر وبالتالى فإننا ضيعنا قناة السويس وضيعنا معها الغاز وكرامتنا، والرؤية هنا الآن والتى يجب أن نتفق عليها جميعا أن هذا الحكم شاخ وأصبح هشا وعلينا أن نتوحد جميعا لإزالة هذا البلاء عنا، فالأمر أصبح يتعلق بعزتنا وشرفنا فالحاكم الذى لا يحترم الدستور الذى أقسم عليه والذى تؤكد بنوده أننا جزء من الوطن العربى فهو لا يحترم هذا الشعب وعليه الرحيل.
ويقول سيد عبدالعال، أمين حزب التجمع، إننا عندما نبيع هذا الغاز بأقل من سعره لإسرائيل فإننا نهدر ثروة الوطن وحق الأجيال القادمة، ولكن الأكثر دهشة من ذلك هو إعلان الوزير فى مجلس الشعب أن بنود هذا العقد سرية فكيف يكون عقد يهم الشعب كله سريا على الشعب وأيضا أعضاء البرلمان، فهذه القضية وطنية وسياسية بالدرجة الأولى، وهناك ارتباط كبير بين تصدير الغاز وما يمر به الآن الشعب الفلسطينى وأمن مصر، فأنا أرى المقاومة الفلسطينية وكأنهم كتيبة تدافع عن الأمن القومى المصرى وأيضا ما حدث فى لبنان وحزب نصر الله كان أيضا كتيبة دافعت عن الأمن القومى المصرى والعربى، لذا فالنظام المصرى يرتعد عندما تخرج الجماهير للدفاع عن فلسطين ولكنه لا يرتعد عند القيام بأى مظاهرات أخرى مثل رغيف العيش لأن قضية فلسطين هى قضية أمن مصر القومى وهى قضية حياة يومية.
ويقول د. أشرف البيومى إن الزعيم عبدالناصر عرف القضية بصورة حقيقية، وأن الصراع العربى ضد الصهيونية والرجعية العربية والامبريالية، ولكن مع مرور الزمن تحولت القضية بعد أن كانت صراعا عربيا ضد إسرائيل لتحولها اتفاقية كامب ديفيد إلى صراع فلسطينى ضد إسرائيل حتى تتحول مرة أخرى لصراع سلطة ضد مقاومة فيحدث ما نراه الآن فى غزة ثم تنقلب الأمور كلها الآن بعد هذه المجزرة ليعود الشعب العربى والعالم العربى إلى القضية الرئيسية والتى تتركز فى الاستعمار والعنصرية وأن هذا الكيان الصهيونى من المستحيل التعايش معه، لذا يرى الجميع أن اتفاقية كامب ديفيد مشكلة يجب الخروج منها وسوف تأتى معركة قادمة للتحرر ممن يقود هذه الاتفاقية، والآن يجب علينا أن نقوم بعدة مهام منها أولا منع تصدير الغاز الإسرائيلى وثانيا المقاطعة للمنتجات الأمريكية والتى يذهب إيرادها إلى إسرائيل، والحل الآن فى المقاومة فلا أمل فى المفاوضات التى جاءت بالجدار العازل و 11ألف سجين عربى فى السجون الإسرائيلية والمستوطنات وغيرها، وأطالب الشعب العربى تأييد المقاومة لتستمر ووقف التطبيع بجميع صوره مع الكيان الصهيونى ليس فقط وقف الغاز المصدر إلى إسرائيل بل إلغاء اتفاقية الكويز أيضا.
ويقول د. محمد أبوالعلا نائب رئيس الحزب الناصري: طوال عمر تاريخ مصر يقول إن أمننا القومى وبوابتنا تبدأ من فلسطين فهل من العقل تسليم مفتاح بيتنا للعدو، وهل نحن من الضعف بحيث يصبح ليس لدينا دور فى حماية أهلنا فى غزة، وأن يقوم الإعلام المصرى بالتغطية على ما يحدث وإدخال الشعب فى قضايا فرعية واجتماعية كى نبعدهم عن قضية أمن مصر فنحن عندما ندافع عن فلسطين فهى أمننا كما أنه على مصر دور كبير كما كانت فى الماضى فأين دورها كدولة لها قيمة وكانت صاحبة الدور الريادى فى قضايا الأمة كلها.
أما خوفهم من خروج الشعب والتعبير عن غضبه لما يحدث فى غزة أن يقوم الشعب بالهجوم على الخونة وجميع المستسلمين لأمريكا وقائدى الظلم والفساد فى هذا البلد فهذا لا يجوز.
ويقول د. إبراهيم زهران خبير البترول والشاهد على قضية وقف تصدير الغاز، أهم وأفضل اكتشافات البترول تمت فى عهد عبدالناصر ولكن مهما كانت أهمية تلك الاكتشافات فإنها مع مرور الزمن ستنضب لذلك كانت استراتيجيتنا اكتشاف الغاز. والذى يصدر لإسرائيل بأقل من السعر العالمى وحتى فى الداخل يباع فى مصر بـ 3 دولارات ولإسرائيل بدولار واحد وربع كما وصلت نسبة تصديرنا للغاز 33% من إنتاجنا وهذا أيضا إجرام، فروسيا عندما تصدر الغاز يصل بنسبة التصدير 20.% من إنتاجها وقطر تصدر 1% من إنتاجها ولهذا نجد أننا نعطى المواطن الإسرائيلى كل ألف مكعب من الغاز (2 دولا و2سنت) هدية من شعب مصر.
الفاتورة ثقيلة وهذا بيت القصيد.. الحكومة تريد أن توصلنا لتراكم الديون لتحصل على أموال الآن وتدفعنا إلى تحمل فاتورة لن نستطيع دفعها وبعد ذلك ماذا سنبيع عندما تتراكم الفاتورة على كاهلنا وهذا هو لب القضية فالحكومة دمرت مواردنا الطبيعية وموارد الأجيال القادمة وهذه جريمة عظمى لم تقم بها أى دولة فى العالم ضد شعبها، ولذلك أطالب جميع القوى الوطنية بأن تتكاتف من أجل تنفيذ حكم المحكمة ووقف تصدير الغاز والذى يستخدم كسلاح ضد أبنائنا فى غزة فلو أغلقنا محبس الغاز ساعتين فقط ونفذنا الحكم بالقانون سيقف الاعتداء على غزة، فإسرائيل تستخدم الغاز فى توليد الكهرباء ومن غيره لن تستطيع استكمال عدوانها.
ويقول السفير إبراهيم يسري: لقد قمت بواجبى كأى مواطن عادى وكرجل قانون وجدت أن تصدير الغاز جريمة ونزيف لثروة الشعب المصرى، وعدم تنفيذ هذا الحكم لابد من مواجهته حتى لو بالعصيان المدنى، وكما قال الزعيم جمال عبدالناصر العلاقات الدولية علاقات قوة لا يستطيع أحد أن يحصل على مكاسب وهو ضعيف على الأرض، ولهذا أرى أنه لا توجد أنظمة عربية ولن نجد الخير فى حكمنا إذا انتظرنا منهم تحركا أو أى شيء آخر، أما مجلس الأمن فهو صنيعة الولايات المتحدة وأوروبا وهو يعمل ضد الوطن العربى.
ويشير السفير إبراهيم يسرى إلى أن ما يحدث فى غزة الآن رغم بشاعته فإنه أسقط كل قرارات الأمم المتحدة وكل الكلام عن التفاوض الذى يروج له أبومازن وجعلنا نشاهد موقفا آخر لابد من أن يطبق على أرض الواقع وهو الكفاح من جديد على أسس مختلفة، أما عن مقولات إنها قرارات سيادية فأنا أقول إن الشعب هو السيد وعليه أن يعرف كل الاتفاقات التى توقع باسمه، ولهذا عندما تصدر المحكمة الإدارية العليا قرارا بوقف تصدير الغاز يجب أن ينفذ ذلك وحتى لو زحفنا جميعا وحاصرنا حنفية الغاز وصممنا على ايقافها، فكفى استهتارا بالشعب ومقدراته وموارده، ونحن الآن إما أن نصبح قادرين على حفظ كرامتنا أو نظل فى حالة رضا عن هذا الذل والهوان.

ليست هناك تعليقات: