الاثنين، ٢٨ يوليو ٢٠٠٨

مجرد راي

الاهرام
بقلم‏:‏ صلاح منتصر

هل تريدونها دينيه؟

في عدد المصري اليوم‏(‏ الجمعه‏25)‏ كتب المستشار محمود الخضيري مقالا يعتب فيه علي فضيله الدكتور علي جمعه مفتي مصر عدم اصداره فتوي يعلن فيها تحريم تصدير الغاز الي اسرائيل‏,‏ ورد المفتي عندما سئل عن مشروعيه هذا العمل بان دار الافتاء لاتمتلك الخبره الفنيه ولا الوسيله العلميه ولا المشاركه السياسيه ولا الاقتصاديه التي تمكنها من استجلاء الصوره او التاكيد الذي يجب علي القائم بالفتوي ان يعتمد عليه في مثل هذه الحالات‏.‏ وقد استغرب المستشار الخضيري هذا الراي الذي نظرت فيه دار الافتاء الي تصدير الغاز الطبيعي لاسرائيل كامر يتعلق بالسياسه الحزبيه وهذا في الحقيقه والكلام لسياده المستشار امر عجيب تماما‏,‏ مثل من يعتبر الجهاد لمقاومه العدو الغازي ومقاومه المحتل للبلد من امور السياسه الحزبيه التي يمكن ان تختلف فيها الاحزاب واراء الناس‏.‏ البعض يقول نحارب العدو المحتل والبعض يقول نستسلم ونهادن ونتعاون فهل يمكن ان يقال هذا؟

والذي قاله سياده المستشار يدخل في مجال مرافعه محام يتشبث للدفاع عن موكله باي حجه‏,‏ لا في مجال حكم ينطق به قاض بعد مراجعه دقيقه وامينه اساسها العدل‏,‏ ونتيجه لذلك ارتكن سياده المستشار الي وقف تصدير الغاز لاسرائيل علي اساس انها قضيه جهاد دينيه لاخلاف عليها تقاوم فيها مصر غزوا اسرائيليا للبلاد واحتلالا لاراضيها‏,‏ متجاهلا بذلك الوضع القانوني الذي بدا بعد حرب‏73!!‏

واذا كان البسطاء يلجاون الي رجال الدين لسماع رايهم في كل امر الا ان الغريب ان يفعل ذلك من في درجه ثقافه عاليه فلا علاقه لبيع الغاز او خلافه حتي لو كان لاسرائيل بفتاوي الحلال والحرام والتي لها صفه الثبات‏,‏ بينما موضوع الغاز من القضايا المتغيره التي يحمد للمفتي انه لم يصدر فيها حكما ورد الامر الي مناقشات المواطنين الدنيويه‏.‏

لماذا نريد الزج برجال الدين الي مناطق يجب الا يدخلوها ونحول مصر بقصد او بحسن نيه الي دوله دينيه يحكمها راي رجال الدين في كل امر؟‏!‏

ليست هناك تعليقات: